( قصة الضفدع الأصم (في إحدى المرات كان يوجد مجموعة من الضفادع الصغيرة . كانوا يشاركون في منافسة
و الهدف كان الوصول إلى قمة برج عالي وقد تجمع مجموعة من الجماهير لمشاهدة السباق
و الهدف كان الوصول إلى قمة برج عالي وقد تجمع مجموعة من الجماهير لمشاهدة السباق
و تشجيع المتنافسين
وانطلقت لحظة البدء .........بصراحة لا احد من المتفرجين اعتقد أن الضفادع الصغيرة تستطيع أن تحقق الانجاز و تصل إلى قمة البرج
و كانت تنطلق من الجماهير عبارات مثل :
)أوه - كم هي صعبة - لن يستطيعوا أبدا الوصول - البرج عالي جد (واخذ واحد تلو الأخر من الضفادع الصغيرة بالسقوط ماعدا هؤلاء الذين كانوا يتسلقون بسرعة إلى أعلى فأعلى ولكن الجماهير استمرت : صعبة جدا _ لا احد سيفعلها ويصل إلى أعلى البرج
عدد اكبر من الضفادع الصغيرة بدأت تتعب و تستسلم ثم تسقط
ولكن احدهم استمر في الصعود أعلى فأعلى وكان من الواضح انه مستمر في ذلك التحدي ولم يكن الاستسلام واردا في قاموسه وبالفعل استطاع أن يصل للقمة
بطبيعة الحال جميع المشاركين أرادوا أن يعرفوا كيف استطاع أن يحقق ما عجز عنه الآخرون
أحد المتسابقين سأل الفائز : ما السر الذي جعله يفوز ؟
الحقيقة هي : الفائز كان أصما لا يسمع ..........(الدرس المستفاد )
لا تستمع أبدا للأشخاص السلبيين البائسين سوف يبعدونك عن أحلامك و أمنياتك التي تحملها في قلبك
دائما كن حذرا من قوة الكلمات فكل ما تسمعه وتقرأه سيتدخل في أفعالك لذلك كن دائما ايجابيا وضع إصبعك في إذنيك لكي لا تسمع ذلك الشخص الذي يخبرك انك لا تستطيع
أن تنجز أحلامك . وضع في اعتقادك أنك تستطيع النجاح دائما .أرجو أن تكون الفكرة قد وصلت إليكم
وانطلقت لحظة البدء .........بصراحة لا احد من المتفرجين اعتقد أن الضفادع الصغيرة تستطيع أن تحقق الانجاز و تصل إلى قمة البرج
و كانت تنطلق من الجماهير عبارات مثل :
)أوه - كم هي صعبة - لن يستطيعوا أبدا الوصول - البرج عالي جد (واخذ واحد تلو الأخر من الضفادع الصغيرة بالسقوط ماعدا هؤلاء الذين كانوا يتسلقون بسرعة إلى أعلى فأعلى ولكن الجماهير استمرت : صعبة جدا _ لا احد سيفعلها ويصل إلى أعلى البرج
عدد اكبر من الضفادع الصغيرة بدأت تتعب و تستسلم ثم تسقط
ولكن احدهم استمر في الصعود أعلى فأعلى وكان من الواضح انه مستمر في ذلك التحدي ولم يكن الاستسلام واردا في قاموسه وبالفعل استطاع أن يصل للقمة
بطبيعة الحال جميع المشاركين أرادوا أن يعرفوا كيف استطاع أن يحقق ما عجز عنه الآخرون
أحد المتسابقين سأل الفائز : ما السر الذي جعله يفوز ؟
الحقيقة هي : الفائز كان أصما لا يسمع ..........(الدرس المستفاد )
لا تستمع أبدا للأشخاص السلبيين البائسين سوف يبعدونك عن أحلامك و أمنياتك التي تحملها في قلبك
دائما كن حذرا من قوة الكلمات فكل ما تسمعه وتقرأه سيتدخل في أفعالك لذلك كن دائما ايجابيا وضع إصبعك في إذنيك لكي لا تسمع ذلك الشخص الذي يخبرك انك لا تستطيع
أن تنجز أحلامك . وضع في اعتقادك أنك تستطيع النجاح دائما .أرجو أن تكون الفكرة قد وصلت إليكم
أ/ ياسر رمضان ( ثانوية النوابغ )
======================================================================
=========================================================================
مادة بحثية في علم نفس النمو
العوامل المؤثرة فى النمو - الوراثة
تبدأ حياة الجنين باتحاد الخلية الذكرية بالخلية الانثوية , وذلك عندما يخترق الحيى المنوى الذكرى الغلاف الخارجى للبيضة الانثوية ويظل يمعن فى سيرة حتى تلتصق نواتة بنواة البيضة . وهكذا تنشأ البيضة المخصبة أو اللاقحة أو البذرة التى بها ومنها تبدأ حياة الجنين , أى انها تبدأ باتحاد الامشاج الذكرية والانثوية .
ناقلات الوراثة – المورثات :
تحتوى نواة الحيي المنوي الذكرى على 24 خيطا يشبه كل خيط منها خيط العقد أو المسبحة , ويحمل هذا الخيط , حبات صغيرة تسمى بالمورثات أو الجينات Genes وتحمل المورثات جميع الصفات الوراثية التى تحدد بعض صفات الكائن الحي , وتقوم كل موروثة بوظيفة خاصة بالنسبة لهذه الصفات الوراثية . وتسمى هذه الخيوط بالصبغيات أو الكروموسومات Chromosomes لأنها تمتص الألوان والإصباغ بسرعة فائقة وتحتوى نواة البيضة على 23 صبغا , وبذلك تحتوى نواة البيضة المخصبة أو اللاقحة على 46 صبغا أو 23 زوجا من الصبغيات نصفها من الأب والنصف الآخر من الأم. ويختلف كل زوج من الصبغيات عن الزوج الآخر في مميزاته وشكله وحجمه وغير ذلك من الصفات الأخرى .
المورثات السائدة والمورثات المتنحية :
حينما يلتصق الصبغ الذكرى بالصبغ الانثوى ليكونا معا زوجا من الصبغيات , تتناظر المورثات بحيث تقع كل مورثة من مورثات الصبغى الذكرى أمام المورثة التي تناظرها من مورثات الصبغى الانثوى , وهما قد يعملان معا على تكوين صفة خاصة من الصفات الوراثية أو يعملان في اتجاهين متضادين بالنسبة لهذه الصفة , فإذا كانتا متشابهتين في تأثيرهما ظهرت تلك الصفة , وذلك حينما يتعادل التأثير المضاد للمورثتين , وإما أن تظهر تلك الصفة إذا ساد تأثير مورثة على تأثير المورثة الأخرى , وبذلك يكمن تأثير المورثة المتنحية , حتى تتاح لها الفرصة في الأجيال التالية وفى أفراد آخرين , وذلك حينما تناظرها مورثة تماثلها في اتجاه تأثيرها , فيظهر أثرها وتظهر صفتها الوراثية , وهذا يفسر لنا بعض الصفات الوراثية التي تظهر في الأجداد ثم تختفي في الأبناء ثم تعود لتظهر في الأحفاد .
الصفات والجنس :
هذا وتختلف الصفات الوراثية بإخلاف الجنس ذكرا أو أنثى ، فهي إما أن تكون متصلة به ، أو متأثرة بنوعه ، أو مقصورة عليه .
فعمى الألوان صفة تتصل بالذكور ويقل ظهورها في الإناث ، وتدل الإحصائيات العلمية على أن 100% من الذكور يصابون بهذا المرض الوراثي ، وأن 1% من الإناث يصبن به . وتدل أيضا على أن هذه الصفة تظهر فى الأحفاد ولا تظهر فى الأبناء إلا نادراً جداً . وينتقل عمى الألوان من الأب إلى ابنته ولا تصاب به الأبنة بل يظل كامنا لديها حتى تنقله هى بدورها إلى ابنها ، وهنا يظهر عمى الألوان فى الحفيد .
والصلع الوراثى صفة تظهر فى الذكور وتنتحى حتى لا تظهر فىغلإناث ، أى أنه يتأثر بنوع الجنس .
والتغيرات الجسمية التى تطرأ على الأفراد عند البلوغ تظهر فى الفتى بصورة خاصة . وتظهر فى الفتاة بصورة أخرى ، أى أن لهذه التغيرات آثارا لا تظهر إلا فى الفتى وآثاراً أخرى لا تظهر إلا فى الفتاة. وترجع هذه التغيرات فى تباينها واختلافها إلى أفرازات الغدد التناسلية وبعض الغدد الصماء الأخرى ، أى تأثير الهرمونات
علم نفس النمو - خصائص النمو الأنسانى
حتى يتوجة فهمنا لطبيعة النمو الانسانى وجهه صحيحة نعرض فيما يلى الخصائص الجوهرية لهذة العملية الهامة :
1- النمو عملية تغير :
كل نمو فى جوهرة تغير , ولكن ليس كل تغير يعد نمواً حقيقيا , وعموما يمكن القول أن علم نفس النمو يهتم بالتغيرات السلوكية التى ترتبط ارتباطا منتظما بالعمر الزمنى . فإذا كانت هذة التغيرات تطرأ على النواحى البيولوجية والفسيولوجية وتحدث فى بنية الجسم الانسانى ووظائف اعضاءة نتيجة للعوامل الوراثية ( الفطرة ) فى اغلب الأحيان , فان هذة التغيرات تسمى نضجا Maturation . اما إذا كانت هذة التغيرات ترجع فى جوهرها الى آثار الظروف البيئية ( الخبرة ) تسمى تعلماً Learing . وفى كلتا الحالتين , النضج والتعلم قد تدل التغيرات على تحسن أو تدهور , وعادة ما يكون التدهور فى الحالتين فى المراحل المتأخرة من العمر .
أما التغيرات غير النمائية فانها على العكس تعد نوعا من حالة الانتقال التى لا تتطلب ثورة أو تطوراً , فالشخص قد يغير ملابسة إلا أن ذلك لا يعنى نمواً , فتتابع الاحداث فى هذا المثال لا يتضمن وجود علاقة بين الحالة الراهنة للشخص وحالتة السابقة , ومن السخف بل ومن العبث , أن نفترض مثلاً أن ملابس الشخص التى كان يرتديها فى العام الماضى نمت بالتطور أو الثورة إلى ما يرتدية الآن .
وهناك خاصية أخيرة فى التغيرات النمائية أنها شبة دائمة باعتبارها نتاج كل من التعلم والنضج , وفى هذا تختلف عن التغيرات المؤقتة أو العارضة أو الطارئة مثل حالات التعب أو النوم أو الوقوع تحت تأثير مخدر , فكلها ألوان من التغير المؤقت فى السلوك ولكنها ليست نموا لأن هذة التغيرات جميعا تزول بزوال العوامل المؤثرة فيها وتعود الأحوال إلى ما كانت علية من قبل .
2- النمو عملية منتظمة :
توجد أدلة تجريبية على ان تغيرات النمو تحدث بطريقة منتظمة , على الأقل فى الظروف البيئية العادية , ومن هذة الأدلة ما يتوافر من دراسة الاطفال المبتسرين ( الذين يولدون بعد فترة حمل تقل عن 38 أسبوعا ) والذين يوضع الواحد منهم فى محضن يتشابة مع بيئة الرحم لاكتمال نموة كجنين , فقد لوحظ انهم ينمون بيولوجيا وفسيولوجيا وعصبيا بنفس معدل نمو الأجنة الذين يبقون فى الرحم نفس الفترة الزمنية .
وتحدث تغيرات منتظمة مماثلة بعد الولادة , وأشهر الأدلة على ذلك جاء من بحوث جيزل وزملائة الذين درسوا النمو الحركى للأطفال فى السنوات الاولى من حياتهم , فقد لاحظوا الاطفال فى فترات منتظمة وفى ظروف مقننة ووصفوا سلوكهم وصفا دقيقاً ووجدوا نمطا تتابعيا للنمو الحركى , ومن أمثلة ذلك , الاتجاة من اعلى الى أسفل , والاتجاة من الوسط الى الأطراف , كما تظهر خصائص الانتظام فى سلوك الحبو والوقوف والمشى واستخدام الايدى والاصابع والكلام , هذة الالوان من السلوك تظهر فى معظم الاطفال بترتيب وتتابع يكاد يكون واحداً , ففى نضج المهارات الحركية عند الاطفال نجد أن الجلوس يسبق الحبو , والحبو يسبق الوقوف , والوقوف يسبق المشى وهكذا , فكل مرحلة تمهد الطريق للمرحلة التالية , وتتتابع المراحل على نحو موحد .
3- النمو عملية كلية :
إذا كان النمو عملية كلية فالعلاقات الموجودة بين جوانب النمو تسير فى اتجاة واحد سواء فى طور البناء أم فى طور الهدم , وهو ما يمكننا من التنبؤ بمعدل النمو فى احد الجوانب إذا عرفنا معدلة فى جانب آخر لأن هناك تلازما فى معدل سرعة النمو فى الدورات المختلفة سرعة أو بطأ , فإذا كان هناك طفل ينمو ذكاؤة بمعدل أعلى من المتوسط فيمكن التوقع بأن نموة الجسمى سيكون أعلى من المتوسط أيضاً , والعكس صحيح أيضاً فقد يكون التأخر فى أحد المهارات الحركية كالمشى مثلا دليل على التأخر فى الذكاء .
4- النمو عملية فردية :
يتسم النمو الانسانى بأن كل فرد ينمو بطريقتة وبمعدلة , ومع ذلك فإن الموضوع يخضع للدراسة العلمية المنظمة , فمن المعروف أن البحث العلمى يتناول حالات فردية من أى ظاهرة فيزيائية أو نفسية , ثم يعمم من هذة الحالات الى الظواهر المماثلة , إلا أن شرط التعميم العلمى الصحيح أن يكون عدد هذة الحالات عينة ممثلة للأصل الاحصائى الذى تنتسب الية , وبالطبع فان هذا التعميم فى العلوم الانسانية يتم بدرجة من الثقة أقل منة فى العلوم الطبيعية وذلك بسبب طبيعة السلوك الانسانى الذى وهو موضوع البحث فى الفئة الاولى من هذة العلوم .
والنمو الانسانى على وجه الخصوص خبرة فريدة , ولهذا فإن ما يسمى القوانين السلوكية قد لا تطبق على كل فرد بسبب تعقد سلوك الانسان , وتعقد البيئة التى يعيش فيها , وتعقد التفاعل بينهما , ومن المعلوم فى فلسفة العلم أن التعميم لا يقدم المعنى الكلى للقانون اذا لم يتضمن معالجة مفصلة لكل حالة من الحالات التى يصدق عليها , ومعنى هذا أن علم نفس النمو لة الحق فى الوصول الى قوانينة وتعميماتة , إلا أننا يبقى معنا الحق دائماً فى التعامل مع الانسان موضع البحث فية على انة كائن فريد , ولعلنا بذلك نحقق التوازن بين المنحى العام والمنحى الفردى , وهو ما لا يكاد يحققة أى فرع آخر من فروع علم النفس .
5- النمو عملية فارقة :
على الرغم من أن كثيراً من المعلومات التى تتناولها بحوث النمو تشتق مما يسمى المعيير السلوكية , إلا أننا يجب أن نحذر دائماً من تحويل هذة المعايير الى قيود . وهذا التفظ ضرورى وإلا وقع الناس فى خطأ فادح يتمثل فى اجبار أنفسهم واجبار الآخرين على الالتزام بما تحددة هذة المعايير , ويدركونة بالطبع على أنة النمط ( المثالى ) للنمو . ومعنى ذلك أن ما يؤدية الناس على انة السلوك المعتاد أو المتوسط , أو ما يؤدى بالفعل ( وهو جوهر المفهوم الأساسى للمعيار) يتحول فى هذة الحالة ليصبح ما يجب أن يؤدى , ولعل هذا هو سبب ما يشيع بين الناس من الاعتقاد فى وجود أوقات ومواعيد " ملائمة " لكل سلوك . وهكذا يصبح المعيار العمرى البسيط تقليداً اجتماعيا , ويقع الناس أسرى الساعة الاجتماعية , بها يحكمون على كل نشاط من الأنشطة العظمى فى حياتهم بأنة فى وقتة تماما أو أنة مبكر أو متأخر عنة , يصدق هذا على دخول المدرسة أو أنهاء الدراسة أو الالتحاق بالعمل أو الزواج أو التقاعد مادام لكل ذلك معاييرة , فحينما ينتهى الفرد من تعليمة الجامعى مثلا فى سن الثلاثين فإنة يتصف بالتأخر حسب الساعة الإجتماعية , بينما انجازة فى سن السابعة عشرة يجعلة مبكراً .
وتوجد بالطبع أسباب صحيحة لكثير من قيود العمر , فمن المنطقى مثلا أن ينصح طبيب الولادة سيدة فى منتصف العمر بعدم الحمل , كما ان من العبث أن نتوقع من طفل فى العاشرة من عمرة أن يقود السيارة , إلا أن هناك الكثير من قيود العمر التى ليس لها معنى على الإطلاق فيما عدا أنها تمثل ما تعود الناس علية , كأن تعتبرالعشرينات أنسب عمر للزواج فى المعيار الامريكى , وهذة المجموعة الأخيرة من القيود هى التى نحذر منها حتى لا يقع النمو الإنسانى فى شرك " القولبة " والجمود بينما هو فى جوهرة مرن على أساس مسلمة الفروق الفردية التى تؤكد التنوع والأختلاف بين البشر .F:\I\xampp\htdocs\kids-psychology\php\src
بمعنى أن التغيرات التى تحدث للفرد فى مختلف جوانبة العضوية والعقلية لا تتوقف طوال حياتة , ويغلب على هذة التغيرات طابع البناء فى المراحل الأولى من العمر. بينما يغلب عليها طابع الهدم فى المراحل الأخيرة منة , والنمو بهذا المعنى سلسلة من الحلقات يؤدى اكتساب حلقة منها الى ظهور الحلقة التالية , فاذا اخذنا النمو الحركى مثلا فاننا نجد أن الطفل يمر بالتطورات الآتية : إنتصاب الرأس ثم الجلوس فالحبو فالوقوف فالمشى والقفز والتسلق , ولا بد أن تتم هذة العمليات بنفس الترتيب , فلا يمكن أن يمشى الطفل قبل أن يقف , ولا يمكن ان يجرى ويقفز قبل أن يتعلم المشى هكذا , وإذا كان النمو مجموعة من الحلقات فهى حلقات متصلة فى سلسلة واحدة , وهى سلسلة النمو أو دورة
خصائص المستويات العمرية - الصفوف الابتدائية
الخصائص الجسمية :
الأطفال فى هذه الفترة ما يزالون نشطين جداً . وبالتحاقهم بالمدرسة الابتدائية ، فإنه يطلب منهم متابعة الدراسة إلى حد كبير وهم قعود ، ومن هنا تظهر لديهم عادات تدل على التوتر والعصبية من قبيل قصم الأظافر ومضغ الأقلام وفتل الشعر والتململ وعدم الأستقرار فى إماكنهم .
وعلينا أن نحدد مقدار أو مستوى الضوضاء والنشاط الذى ينبغى أن يسود خلال فترات العمل . وبعض المعلمين يصرون على الهدوء التام، وقد يؤدى هذا إلى إلقاء بعبء كبير على كواهل الأطفال لأنهم سيبذلون جهداً كبيراً للمحافظة على هدوئهم وليتجنبوا غضب المعلم ، بحيث لا يستطيعون أن يكرسوا قدرا كبير من جهودهم فى دروسهم ، وغالبية المعلمين تتيح قدر معينا من الحركة والكلام فى الصف ، ومهما يكن قرارك وما إذا كانت تنتسب إلى الفريق الأول أو الثانى ، لابد أن تكون على وعى بالنقطة التى يتضاءل فيها عائد عمل التلاميذ مهما بذلوا من جهد وذلك بسبب القيوم الكثيرة الشديدة أو القيود القليلة الخفيفة .
ولعلك تستطيع كمعلم أن تقلل من مقدار النشاط المشتت إذا تجنبت المواقف التى ينبغى أن يمكث الثلاميذ فيها ملتحقين بمكاتبهم لفترات طوية ولابد أن تكثر من فترات الراحة أو الفسح ، وأن تجعل الأنشطة تتخلل الدروس نفسها كأن يتيح للتلاميذ أن يذهبو إلى السبورة ،وأن يحضروا أوراقهم إلى مكتبك فى الصف ، وأن يكتبوا أحيانا فى الهواء بدلا من أن يكتبوا على الورق وأن يحركوا مكاتبهم لعمل تنظيمات مختلفة تناسب النشاط التعليمى . أكتب فى كراسة التحضير عن أساليب أخرى لتشجيع تلاميذك على أن يكونوا نشطين خلال قيامهم بأعمالهم الصفية .
1- ما يزال الأطفال فى الصفوف الابتدائية الأولى فى حاجة إلى فترات للراحة ، ويطرأ عليهم التعب بسهولة نتيجة للجهود الجسمية والعقلية والتى يبذلونها .
ولذلك فإن عليك كمعلم أن تخصص فى الجدول فترات للأنشطة الهادئة بعد فترات الأنشطة العنيفة ( على سبيل المثال حصة القصة بعد الفسحة ) وأن تخصص فى الجدول أنشطة إسترخاء بعد فترات التركيز العقلى ( على سبيل المثال أن تكون حصص الرسم بعد حصص الهجاء أو الرياضيات ) .
2- ما تزال السيطرة على العضلات الكبيرة أفضل من التآزر الحركى الدقيق ومن الصعب عغلى كثير من الأطفال وخاصة الأولاد أن يمسكوا بالقلم ويتناولونه للكتابة به . ومن هنا فمن الضرورى إلا تكلف الأطفال فى الصفوف الثلاث الأولى بكثير من الكتابة فى وقت واحد . وإذا كانت فترات التدريب طويلة جداً ، فإن مهارتهم قد تتدهور ، وقد ينمى الأطفال اتجاها سالبا نحو الكتابة أو نحو المدرسة ككل .
واضح أذن أن الطفل فيما يتصل بالنشاط الحركى مت تزال سيطرته على الحركات الدقيقة كحركات أنامل الأصابع أو ما يشابهها ضعيفة وإن كانت قدرته على النشاط الحركى القوى العنيف جيدة . ولذلك يجب أن نوجه عنايتنا إلى معونة الطفل ليتقن الحركات الكبيرة ، وألا نتوقع منه العمل الدقيق الذى يتطلب مهارة فى الأنامل ودقة فى العمل ، وعندما يبدأ الطفل فى ممارسة القراءة والكتابة يجب إلا يمارس إلا الخط الكبير غير المتشابك . ومن المعروف أن الخط النسخ أبسط من الخط الرقعة ، زواياه أقل ، وحروفه أوضح ، ونقطه أوضح كما أن ممارسة الطفل الصحيحة للحروف المتشابهة تساعد على إجادة والإتقان.
3- لا تتكيف العينان تكيفاً تاماً حتى يصل معظم الأطفال إلى حوالى الثامنة من أعمارهم . وينتج عن ذلك أن كثير من التلاميذ فى الصف الأول والثانى الابتدائي قد يجدون صعوبة فى التركيز على الحروف الصغيرة أو الأشياء الدقيقة فالتميز البصرى أذن فى هذه الفترة لم يبلغ النضج الكافى حيث أن حوالى 8% من الأطفال دون السابعة مصابون " بطول النظر " وحوالى 2 % مصابون بقصر النظر أى أن الأطفال فى هذه المرحلة لا يجيدون قراءة الخط المطبوع الصغير أو العمل بتناول أشياء دقيقة قريبة من أعينهم مدة طويلة من الزمن , ولابد أن نتجنب فى هذه المرحلة كمعلمين أن نكلف الطفل بقراءة كثيرة متصلة , وأن نكون يقظين وملتفتين للعلامات التى تدل على تعب العينين ( مثل حك العينين والبربشة ) . وعلينا ان نشجع الأطفال على قراءة الكتب ذات الحروف الطباعية الكبيرة .
4- ما أن يبلغ الطفل الصفوف العليا من المدرسة الابتدائية حتى يطرد نمو المهارات العضلية لدية . ويستطيع ان يسيطر على الحركات الدقيقة بأناملة , الأمر الذى تتطلبه الكتابة والرسم ودروس الحظ .
وقد دلت البحوث التجريبية على أن الحاسة العضلية تتحسن من سن السابعة الى سن الثانية عشر , وأن الطفل فى هذة السن الأخيرة يستطيع أن يميز فروقا فى الوزن نصف ما كان يميزها فى سن السابعة.ودقة الحاسة العضلية عامل هام من عوامل المهارة اليدوية وهذه الدقة تنمو وتطرد فى هذه المرحلة على وجهة الخصوص لذلك تجد العناية بها فى هذه المرحلة التعليمية , لأنها تساعد الطفل فى دراسته لخصائص العالم الخارجى الذى يحيط به وخاصة أنة شغوف بالاتصال بالأشياء على نحو مباشر يجريها فى الحركة والوزن , والدفع والوضع ..... إلخ وفى الثانية عشر يستطيع الطفل أن يكتب لمدة طويلة , وتتيح مهارته الحركية له تعلم العزف على الآلات الموسيقية والأشغال اليدوية والرسم وغير ذلك من أنواع النشاط التي تحتاج إلى دقة فى الحركة والأداة .
ومن واجبك كمعلم أن تشجع الأطفال على المشاركة الايجابية فى الرسم والتكوين وعمل النماذج وأعمال الصلصال ......... الخ بطريقة ممتازة لتدرب معظم المهارات اليدوية النامية لدى الأطفال فى هذه المرحلة . ومن الناحية التالية يبغى أن تتركز هذه الأنشطة حول الاصالة والابتكار ولا تنصرف لمجرد النسخ أو تجميع أشياء من أجزاء جاهزة الصنع ,وتستطيع أن تشجع العزف على الآلات الموسيقية بتخصيص ساعات للهواة وللفرقة الموسيقية بالمدرسة , وبدعوة بعض التلاميذ ليعزفوا أثناء دروس الموسيقى . وفى كراسة تحضير الدرس سجل الأنشطة الأخرى التي تود أن تشجع تلاميذك على المشاركة فيها ليستخدموا مهارات الحركية بطرق مبتكرة .
5- لم يكتمل نمو العظام ، ولذلك فى العظام وأوتار العضلات لا تتحمل الضغط الشديد والثقيل ، فإذا لاحظت أن الأولاد منغمسين أو مندمجين فى اختبارات قوية عنيفة ( كأن يلكم الواحد منهم الأخر على الذراع حتى يعجز عن أخذ حقه ) فقد تقترح أن ينتقلا إلى مبارة تتطلب مهارات التآزر أو التوافق الحركى وفى لعب الفرق شجع التلاميذ على أن يتبادلوا المراكز وخاصة المراكز المنهكة القوى .
ومن المعروف أنه بسبب ترسبات الأملاح المعدنية المختلفة وخاصة فوسفات الكالسيوم ، تكون عظام الأطفال فى سن الثانية عشر أقوى من عظام طفل السادسة ولكنها أسهل فى الكسر ، ويفقد الطفل المتوسط فى سن السادسة أسنانه . ولكنه ما أن يبلغ الثانية عشرة حتى تكون قد نمت معظم أسنانه الثابتة ويتزايد ضغط الدم ، ويتناقص معدل النبض بتقدم العمر من السادسة إلى الثانية عشرة ، بل ويحتاج الطفل إلى طعام أ:ثر ويأكل كمية أ:بر ويصاحب هذا التزايد النسيج العضلى بما يتناسب معه ، وتنمو قوة الطفل ويبلغ الأولاد من القوة فى سن 11 ضعف ما كانوا عليه فى سن السادسة ويعتمد هذا الحكم على عدد من المقاييس الجسمية وتتزايد قوة البنات بسرعة خلال هذه الفترة ، على الرغم من بقائهن أضعف من الأولاد فى جميع الأعمار .
6- تزداد قوة الأولاد وتحملهم كما قلنا ويستمتعون باللعب الخشن بحيث أنهم كثيراً ما يعرضون أنفسهم للأذى والضرر ، وقد يكون من الأفضل أن تتجاهل قدراً معقولاً أو معتدلا من اللعب الخشن ، واللكم ودفع الواحد منهم للآخر ، ما لم تتبين أو ولدين قد تعرضا لأثارة زائدة وأوشكا أن يفقد السيطرة على نفسيهما ، أو ما لم يؤدى هذا اللعب إلى الأخلال بنظام هذا الصف . وعلى أيه حال ، فأن رغبة الولد فى إظهار " رجولته " قد تؤدى به وبزملائه إلى أنشطة خطرة كأيقاف التنفس لمعرفة : الأقوى إحتمالا حتى الأغماء . فى هذه الحالة إذا أخبرت الأولاد ببساطة ألا يقوموا بهذه الأنواع من النشاط يحتمل أن ينغمسوا فيها خارج المدرسة ولذلك فمن الأفضل أن تشرح لهم الخطر الكامن فى هذه الأفعال حيث أنها قد تؤدى إلى عاهة مستديمة أو تلف فى المخ وأن تشجع الأولاد أن يظهروا حيويتهم فى الألعاب الرياضية المألوفة .
7- تحدث زيادة مفاجئة فى نمو معظم البنات وعند الأولاد ذوى النضج المبكر . والبنات من سن الحادية عشرة والرابعة عشرة فى المتوسط أطول القامة . من الأولاد الذين فى نفس السن وأثقل وزنا ، وبسبب هذه السرعة فى النمو عند الكثير من الأطفال فى نهاية المرحلة الابتدائية ، وخاصة لدى البنات دوى النضج المبكر فإن الأطفال يتفاوتون تفاوتاُ كبيراً فى طول القامة ، وفى وزن الجسم وخاصة فى التعليم المشترك . وإذا اعتقدت بنت سريعة النمو والنضج أن المرأة المثالية هى الصغيرة الحجم فإن ذلك النمو قد يقلقها . وعلى المعلم أو المعلمة أن توضح أن معظم البنات الأخريات ومعظم الأولاد ستزداد قامتهم وأجسامهم وزناً ومثل هذا التنوير يخفف من التوتر الناشىء عن إدراك الفروق الواضحة بين التلاميذ فى الخصائص الجسمية .
8- تصل كثير من البنات إلى البلوغ ، وتبدأ الخصائص الثانوية للجنس فى الظهور ، ويشيع وخاصة بعض البنات الاهتمام بموضوع الجنس وحب الاستطلاع ، ومتوسط عمر البنات عند البلوغ بين الثانية عشرة والثالثة عشرة ، ويتراوح المدى بين 9 سنوات و16 سنة . أما بالنسبة للأولاد فإن متوسط عمر البلوغ هو 14 سنة ، والمدى من 11 سنة إلى 18 سنة . وبداية هذه الفترة ونهايتها يخضع لعوامل تتصل بالبيئة التى يعيش فيها الطفل ، وطبيعة الطفل نفسه ، فقد أتضح أن الأولاد الذين يعيشون فى الريف يبلغون مبكرين عن الذين يعيشون فى المدن بنصف عام ، وعوامل البيئة تؤثر فى سرعة البلوغ وبطئه ، كالتغذية والجو ، وقد أتضح أن الشعوب التى تسكن شمال غرب أوربا أبطأ من سكان منطقة البحر الأبيض المتوسط فى النضج الجنسى .
ويتصل بعملية البلوغ الجنسى ناحيتان الأولى هى الخصائص الجنسية الأولية والثانية هى الخصائص الجنسية الثانوية . أما الأولى فيقصد بها أعضاء الجهاز التناسلى تكون صغيرة الحجم فى فترة الطفولة وتعجز عن القيام بوظيفتها أى إفراز الحيوانات المنوية والبويضات . وعندما تحل مرحلة البلوغ يطرأ على هذه الأعضاء تغير فى الحجم والقدرة على الإفراز اللازم لعملية الإخصاب . أما الخصائص الجنسية الثانوية فتتلخص فيما يأتى : تطرأ تغيرات ظاهرة على الفتاة استدارة المنطقة التى تعلو الفخذ وبروز الثديين وكبر الأرداف فجأة . ولذلك فهى تخجل أثناء اللعب وقد تحاول إنقاص وزنها . كما تظهر بعض الشعيرات على الشفة العليا والذقن والساقين مما يدفعها إلى إطالة النظر فى المرآة والعمل على إزالة الشعيرات ويطرأ على أنفها كبر ، وعلى يديها وقدميها زيادة فى الحجم وقد تشعرها هذه الزيادات بالحرج فترتدى أحذية صغيرة لإخفائها .
أما عند الفتى فيظهر شعر فى الذقن وفوق الشفة العليا وتحت الإبط وفوق العانة . ويتضخم صوته مما يجعله يخجل من القراءة الجهرية فى الصف . ولما كان النضج الجنسى يتضمن توافقات بيولوجية وسيكولوجية كبيرة ، فإن الأطفال يهتمون به ويبدو عليهم الرغبة الشديدة فى استطلاعه ، ويبدو أن تزويد الأطفال بإجابات غير انفعالية وصحيحة لأسئلتهم التى تتعلق بالجنس أمر مرغوب فيه . غير أنك كمعلم ينبغى أن تتعرف على سياسة المدرسة التى تعمل فيها فيما يخص التربية الجنسية . ذلك أن بعض المناطق التعليمية تمنع مناقشة هذا الموضوع سواء فى مناهجها التعليمية أو حتى على أساس غير نظامى أو غير رسمى .
أضف إلى ذلك أن كثير من المعلمين يشعرون بعدم الارتياح فى توجيه مناقشة حول هذا الموضوع . فى هذه المرحلة يمكن الاستعانة بطيبب أو طبيبة حسب جنس التلاميذ لمناقشة الموضوع ، وهناك أفلام جيدة تربوياً تعالج الموضع فى إطار سليم كدرس التكاثر فى علم الأحياء ، وفى بعض دروس الدين .
الخصائص الاجتماعية :
1- عند هذا المستوى من النمو يصبح الأطفال أكثر تخيراً وأنتقاء لأصدقائهم ويزداد احتمال أن يكون لكل منهم علاقات التلميذ بزملائه . ولكى تقدم المعونة لمن يواجه منهم صعوبة فى تكوين علاقة ود وصداقة مع الآخرين . وعليك أيضا أن تكون يقظاً حتى تتجنب المشاجرات التى تتعدى الحدود المعقولة .
2- والأطفال فى هذه المرحلة العمرية يحبون الألعاب المنظمة فى جماعات صغية ولكنهم يهتمون اهتماما زائداً بالقواعد أو يتحمسون تحمساً زائداً لروح الفريق . ولابد أن تكون على وعى بأنه وفقا لنظرية بياجية ما يزال أطفال هذا العمر من أصحاب الخلق الواقعى يجدون أن من الصعب عليهم أن يفهموا كيف يمكن تطويع القواعد لمقتضيات المواقف ولماذا ؟ وحين تقسم تلاميذ الصف إلى فريقين سوف تعجب لمقدار التنافس الذى يحدث ومستوى الجلبة والضجيج الذى يتولد ومن الطرق للتخفيف من هذا ، توجيه الأطفال إلى أن اللعب متعة . وكذلك أن نعيد تشكيل الفريقين بكثرة بحيث ينتقل أعضاء كل فريق إلى الأخر .وعليك أن تسجل فى كراسة التحضير ألعاب الفرق التى لا تتسم بتنافس شديد .
3- وما تزال المشاحنات فى هذه الفترة العمرية كثيرة . وتستخدم الكلمات بتكرار أكثر من العدوان الجسمى ، ولكن ما يزال كثير من الأولاد ينغمسون فى الملاكمة والمصارعة ودف بعضهم بعضا . وينبغى على المعلمين أن يتوقعوا معارك بين الحين والأخر. ولكن إذا أتضح لك أن أطفالاً أو زوجا من الأطفال ينغمس فى معركة طويلة ينبغى عليك أن تحاول تحقيق وئام وصلح بينهما . وإذا كنت تستطيع أن تكشف سبب العداوة فإن ذلك أفضل حتى تخفف منها .
وإذا أتضح لك من خبرتك أو كنت تستطيع أن تفكر فى بعض الأساليب الفعالة لفض المشاحنات والمشاجرات أو لترتيب الأشياء بحيث تنتهى مثل هذه المشاحنات دون إصابات أو على نحو مرض ، فإنك تستطيع أن تسجلها فى كراسة التحضير وللتأمل على سبيل المثال ، ما هو شعورك إذا كان لديك طفلان يريدان أن بينها خلافاتهما من خلال حلبة ملاكمة مع الالتزام بقواعدها واستخدام القفازات المحشوة اللينة ؟
4- يصبح التنافس بين الأطفال فى هذه الفترة ملحوظا ، والتباهى أو التفاخر شائعاً . والتنافس جانب لا يمكن تجنبه فى المدرسة والحياة وهو شكل مرغوب فيه من أشكال الدافعية . غير أن للتنافس كثيراً من النتائج السلبية ، ومن هنا فإن عليك كمعلم أن تبذل قصارى جهدك لكى تقلل من المقارنات المعلنة بين الأطفال . وأن تشجعهم على أن يتنافسوا مع أنفسهم بدلاً من أن يتنافسوا مع الأخرين . وإذا شعر الطفل أنه ينافس نفسه بنجاح فقد لا يحتاج إلى أن يلجأ إلى التباهى والتفاخر ليقنع نفسه ويقنع غيره بأنه متفوق أو ممتاز ، ولكنك إذا واجهت ظاهرة التباعى هذه فى الألعاب على سبيل المثال فشجع الأطفال على أن يتعلموا الروح الراضية سواء فازوا أو هزموا .
5- تلعب جماعة الأتراب دوراً هاما فى تطبيع الطفل إجتماعيا . ويجىء ترتيبها من حيث التأثير بعد الوالدين ، وتتوقف طريقة استجابة الطفل لما تمثله جماعة الأتراب من قوى اجتماعية إلى حد ما على الخصائص الأساسية لشخصيته تلك التى تشكلت فى سن ما قبل المدرسة كما تتوقف أيضاً على طبيعة جماعة الأتراب التى يتفاعل معها وينتمى إليها .
وتزود جماعة الأتراب الطفل بمعايير لسلوكه ، وبأدوار يقوم بأدائها وبنماذج يتوحد معها ، إنها توجه إنماطه السلوكية إيجابيا وسلبياً ، وهى مصدر للمعلومات والأثارة والدعم الأنفعالى . وتقبل الجماعة للطفل ورضاها عنه نوع من التعزيز يدفع الطفل إلى مسايرة الجماعة حتى يحظى بتقبلها له . ومتى أنضم الطفل إلى جماعة فإنه تظهر لديه حاجات جديدة ويكتسب حوافز ثانوية جديدة ويصبح تقبل أترابه له وموافقتهم على سلوكه غاية فى ذاتها بعد أن كان وسيلة . ويزود الأتراب الطفل بهوية أو ذاتية جديدة خاصة به لم يعد عبد الله بن عمر بل أصبح عبد الله وهو يتخذ هويات متتابعة تقدمها له الجماعة هوية فى الصف الأول الابتدائي ، وهوية فى جماعة الأشبال ... إلخ . عبر سنوات المراسلة المختلفة . والجماعات تدعم سلوك الطفل الاستقلالى لأنه حين يعمل شيئا يقول أنا أعمل كما يعمل الأطفال الآخرون .
وإلى جانب هذه العوامل الإيجابية التى تربط بتماسك الجماعة ، لابد أن نذكر أيضا أن جماعة الأتراب بحكم بنينها تلفظ بعض الأفراد وتبعدهم : فثمة أطفال يرغبون فى الانضمام إلى جماعات اللعب ويصعب تحقيق مطلبهم لأن عدد أفرادها محدود وهى تسبعد الأطفال الأقل نشاطاً ، أو الأقل ذكاء ، أو غير المبالين فى حركاتهم وأنماط سلوكهم أو المتصفين بالتعالى أو بالتمرد ... إلخ .
وتختلف جماعات الأتراب عن الجماعات الأسرية أو الجماعات التى ينظمها الراشدون لأنها تضم أفراداً من عمر واحد يتركز أهتمامهم حول موضوع مؤقت ، ويتغير تركيب هذه الجماعة ويشعر الطفل فى هذه الجماعة أنه يسلك سلوكاً مشابها للآخرين .
وميل الطفل لتبنى قيم الجماعة واتجاهاتها قد يؤدى به إلى أنماط سلوكية خاطئة ( من التجارب التى توضح هذه النقطة تجربة أش على الخطوط فقد كشف عن أن الطفل رغبة فى مسايرة الجماعة يعلن أحكاما خاطئة للمجرب ) .
ومن العوامل التى تؤثر فى تقبل الأتراب للطفل وفى مكانته بينهم خصائص الشخصية ، حيث دلت دراسات نفسية استخدمت السوسيوجرام وأختبار الشهرة على أن الاستجابات والخصائص التى تكافأ بالتقبل الأجتماعى فى جماعة الأتراب تختلف بإختلاف السن والجنس ، وأن الخصائص التى تساير التعميمات الثقافية الجامدة للسلوك المذكر كالمهارات الرياضية والقيادة والمخاطرة أو الجرأة ترتبط بالشهرة . بينما ترتبط الخصائص الأنثوية النمطية كالدماثة والرقة وعدم تأكيد الذات بالشهرة والشعبية عند البنات . ويمكن أن نستنتج من هذا أن الشهرة العالية مع الأتراب تعتمد جزئياً على الأقل على مسايرة الطفل لنمطه الجنسى أى على ملاءمة سلوكه لدوره كذكر أو أنثى .
وترتبط مكانة الطفل بين جماعة الأتراب بالطبقة الاجتماعية التى ينتمى إليها وذلك أن لخلفية الطفل الاجتماعية أهمية فى تحدي شهرته بين أترابه . وقد دلت دراسات سوسيومترية على أن أطفال الطبقة الدنيا يغلب أن يكونوا ذوى شهرة اجتماعية منخفضة بين أترابهم من جميع الطبقات الاجتماعية بل وحتى فى طبقتهم نفسها ، وقد تكون العوامل الاقتصادية مسئولة جزيئاً عن الموقف الاجتماعي السىء نسبياً الذى يواجه أبناء الطبقة الدنيا ، لأن الفقر معناه بالنسبة لهم صحة سيئة وملابس رديئة ومشاركة ضئيلة فى النشاط الاجتماعي. وهذه العوامل تعوق تكوين علاقات ثابتة مع الأتراب كما تعوق تعلم الطفل من هذه الطبقة للأساليب الاجتماعية الجيدة ، كما أن هذه العوامل قد تشعر هؤلاء الأطفال بالنقص وعدم الكفاية مما يؤدى إلى إنسحابهم من التفاعلات الاجتماعية .
تعتمد مكانة الطفل الاجتماعية ارتفاعاً وانخفاضا بدرجة كبيرة على المركز الاجتماعي لأسرته وعلى خصائص شخصيته التى تضرب بجذورها إلى مراحل النمو المبكرة ويستجيب الأطفال الآخرون غراء بما يتفق مع شهرته الاجتماعية فالسمة القيادية والاجتماعية للطفل ذى المكانة العالية وما يصدر عنه من استجابات تلقى تعزيزاً وتدعيماً من قبل أترابه الذين يتبعونه ويقلدون سلوكه . ومن ثم تحظى استجاباته التى ساعدته فى الأساس على تحقيق الشهرة والشعبية بالتعزيز ويزداد أحتمال تكرارها ، ويزداد تبعاً لذلك محافظته على مكانته . وتدل الدراسات السوسيومترية على أن أطفال المدراس يميلون إلى الأحتفاظ بمراكزهم النسبية من حيث الشهرة من سنة إلى السنة التى تليها .
وهناك فروق عمرية تتصل بجاذبية أحد الجنسين للآخر فى جماعة الأتراب فالأطفال فى سن قبل المدرسة لا يهتمون بجنس من يلعبون معهم ، ومع تقدمهم فى العمر يتجهون إلى أختيار أترابهم من جنسهم.
ويختار الطفل أصدقائه المقربين من بين أترابه . ويحتمل أن يكونوا هم " أهم معلميه " لهم أعظم الأثار فى نمو سلوكه . ومن هنا تظهر أهمية فهمنا لطريقة اختيارهم ، وعندما يطلب من الأطفال فى سن المدرسة أن يحدودا أفضل أصدقائهم فإنهم يختارون دائما أطفال من نفس جنسهم ، والتباعد بين الجنسين يميز هذه المرحلة . ومن المحددات الموقفية الهامة أيضا فى أختيار الأصدقاء القرب المكانى ، ولذلك يغلب أن يختار الطفل أصدقائه من بين زملائه فى الصف الدراسى .
كما أن خصائص الشخصية تلعب دوراً هاماً فى تكوين الصداقات فالأطفال يميلون إلى إختيار أصدقائهم من بين من يشبهونهم فى النضج الاجتماعي والعمر الزمنى وطول القامة والذكاء والتشابه فى السمات غير العقلية أكثر أهمية فى الصداقة من التشابه فى الذكاء . والصداقة فى هذا السن غير مستقرة تماما ، فبعد عدة أسابيع قليلة من جمع بيانات أحدى الدراسات أتضح أن 60 % من أفراد العينة نبذوا طفلاً على الأقل ممن وقعوا عليهم أختيارهم كأصدقاء من قبل . ولعل التذبذب السريع فى الميول فى هذا السن هو سبب عدم سبات الصداقة . ومع تقدم العمر تتبلور الميول وتصبح الصداقة أكثر بقاء وأستقرار .
والطفل الذى ينشىء فى جو منزلى غير عطوف يشعر بعدم الأمن وتصبح حاجاته للتقبل والعطف من قبل الآخرين قوية وشديدة . فإذا قبلت جماعة الطفل عضوا فيها تمسك يقيمهم بشغف وحماس .
وإذا أخفق الأبن فى التوحد مع أبيه ، أو أخفقت البنت فى التوحد مع أمها خلال السنوات من الثالثة إلى السادسة ، فإنه يبحث عن نماذج بديلة يتوحد معها وقد يجد ذلك فى قادة جماعات الأتراب .
6- تصبح ميول الأولاد والبنات أكثر تباعداً ، وقد تظهر خلافات بين الجنسين فى التعليم المشترك فيتبادلون السباب ، ويتنافسون فى الأعمال المدرسية والألعاب . وهذه العداوة يحتمل أن تنشأ من إدارك الأطفال للتمايز والأختلاف بين دور البنت ودور الولد فى مجتمعنا . ويميل الأولاد إلى أن ينتقدوا البنات لفترة أطول ، ولعل ذلك يرجع إلى تفوقهن أكاديمياً وجسميا وينبغى أن نتجنب التنافس وعمل سباقات بين البنين والبنات .
ولقد أقترح تايلر على أساس دراسته لمائتين من أطفال الصف الرابع الابتدائى أن معظم ميول الطفل المتوسط تتحدد وفقا لملاءمتها لجنسه ، أى على أساس ملاءمة الميل أو عدم ملاءمته للتعليم الثقافى السائد لنشاط الذكر أو الأنثى . فيتجه الأولاد إلى الألعاب الرياضية والمهارات الحركية العنيفة والميكانيكا والعلوم . بينما تتجه البنات إلى الأهتمام بالملابس ، والطبخ وتنسيق الزهور والموسيقى والفن . وفضلاً عن ذلك فأن الأطفال يرفضون على نحو قاطع نشاطات الجنس الآخر وأهدافه وميوله التى تميزه فترفض البنات مثلاً الألعاب الرياضية ، كما يرفض الأولاد الطبخ ، ويبدوا أن ملاءمة النشاط للجنس ذات تأثير هام فى توجيه ميول الطفل وأهدافه واختياره المهنى.
7- فى هذه المرحلة تشيع عبادة الأبطال ، ويكون المعلم أو المعلمة أحياناً هو البطل موضع الإعجاب . وكثيراً ما يكون لاعب كرة قدم ، أو ممثلاً تليفزيونياً أو ممثلا سينمائياً . وقد يكون من الضرورى بالنسبة لك أحياناً أن تخفف بلطف هذه الظاهرة عند التلميذ . ولكن مهما كان قرارك . تذكر أن الطفل قد يكون جادا تماما ومفتونا أو مسحوراً بحي ثان معالجتك لمثل هذا النمط السلوكى بالسخرية والدعابة يكون عملا تجانبه الحكمة .
8- ما بين سن السادسة والثانية عشر يؤدى نمو الاستدلال عن العلاقات بين الأشخاص إلى فهم أكبر لمشاعر الآخرين . وتدل مراحل النمو على أن الأطفال فى المدرسة الابتدائية يدركون على نحو تدريجى أن أفعال الشخص الظاهرة أو كلماته لا تعكس دائماً مشاعره الداخلية . وبالتدريج يدركون أن استجابة الشخص للموقف الضاغط قد تتخذ صوراً عددية . وفى نهاية هذه المرحلة وأثناء المراهقة على نحو أوضح يصبح الفرد قادراً عى اتخاذ موقف متباعد ونظرة تخليلية لسلوكه وسلوك الأخرين . أن حساسية الطفل للعلاقات مع الآخرين ونضجه له تأثير على تلك العلاقات.
ويستطيع المدرسون أن يساعدوا الأطفال الذين لا يتقنون مهارات القيام بأدوارهم مثل أقرانهم وذلك بمساعدتهم على أن يكونوا أكثر حساسية لمشاعر الآخرين . وإذا كان الطفل فى الثامنة من عمره ما يزال يتصرف عند المستوى المتمركز حول الذات ، فقد يخفق فى تفسير سلوك زملائه فى الصف ويصبح منعزلاً إجتماعياً . ويمكن الأفادة فى هذا المجال من أساليب المناقشة التى تستخدم بطريقة غير رسمية ، فإذا رأيت طفلاً يستجيب بعنف لفظى أو جسمى لطفل أخر أرتطم به . فقد تقول له " أنت تعرف أن الناس لا يرتطم بعضهم ببعض عن قصد دائما . وما لم تكن متأكداً تماماً أن شخصا أضر بك عن قصد ، قد يكون من الأفضل للجميع ألا تتوقف عند الموضوع وأن تأخذا ببساطه .
وثمة نقطة عن التنمية الخلقية تتصل بالتعليم أو أشراف الكبار فى مقابل تفاعلات الأتراب ، لقد توصل بياجيه إلى أن الأطفال ما بين سن العاشرة والثانية عشر يكونون فى مرحلة تعدى حدود الواقعية الخلقية Moral Realism ، ويجدون متعة فى صياغة قواعدهم.
ويبدو أن كثيرا من الأطفال فى هذه المرحلة من النمو الخلقى معجبون باكتشاف قدرتهم على صياغة القواعد ،ويفضلون تجاهل النظم التى يفرضها الكبار مستبدلين بها قواعدهم . وقد يكون من المفيد تشجيعهم فى هذة المرحلة على وضع القواعد ، ويغلب ان يفهموا أو يقلبوا القواعد التى تستند الى اتفاق مشترك مع الأتراب .وقد يشجعوا على الانتقال من التفكير الخلقى على مستوى الأعراف إلى ما بعد الاعراف ( مستوى الأعراف يؤكد على طاعة السلطة الخارجية ،وما بعد الأعراف يؤكد على صياغة قواعد بالاتفاق المشترك) . وينبغى أن نشير إلى نقطتين بالنسبة لهذا الاقتراح لتشجيع المشاركة .الاولى ،أن معظم الأطفال فى الصفوف العليا من المدرسة الابتدائية ما يزالون فى مرحلة التفكير العيانى ، وقد يشعرون أنهم مضطرون الى عمل قاعدة منفصلة لكل ظرف . ولقد واجة مدرس فى الصف الخامس الابتدائي هذه المشكلة حين طلب من تلاميذه ان يقترحوا قواعد للعمل بالصف ، ففى خلال عشرين دقيقة اقترحوا أكثر من خمسين قاعدة وسبب ذلك اقتراح قواعد منفصلة لنمط سلوكى واحد له تباناتة ، مثال : لا تجرى فى الردهة، لا تجرى فى الصف تجرى وأنت ذاهب إلى دورة المياه ..الخ.
والنقطة الثانية التى تقتضى الحذر حين نشجع التلاميذ على المشاركة فى وضع القواعد رغبتهم فى كيفية عقاب الخارجين على القواعد. وتدل الخبرة والبحوث على سيل الأطفال الى القسوة الشديدة. ان العقوبات التى يقترحها الاطفال تبلغ من القسوة حدا تدفع المدرسين إلى اقتراح عقوبات معتدلة.
إن أكثر الطرق فاعلية لمساعدة الأطفال على تنمية إحساس خلقى صحى ،لا يكون بان نحثهم على ترديد القواعد الخلقية لفظيا كالأناشيد ، وانما يكون من خلال مناقشة أفعال معينة حال حدوثها وعلى سبيل المثال ، قد تدور مناقشة صفية عن الأسباب التى تحمل طفلا يعثر على كيس للنقود على ان يعيده لصاحبة ، وهذا أفضل من أن تجعل جميع التلاميذ يرددون شعارا مثل الأمانة أفضل سياسية وبالإضافة إلى ذلك، قد تقرا قصصا أو تصف موافقة بقصد مناقشة المشكلات الأخلاقية التى يواجهها الأطفال ، وفى النهاية ،عندما تدرس للتلاميذ وتعلمهم ان يراعوا الآخرين وان يشاركوهم وجدانيا ،وان يكونوا امناء وعدولا، لابد ان تكون قدرة لهم ، لان القدرة أو المثال لة اثر على الأطفال .
الخصائص الانفعالية
1-يصبح الأطفال فى هذا العمر يقظين ومتنبهين لمشاعر الآخرين وهذا يتيح لهم لسوء الحظ ان يؤذوا الآخرين إيذاء عميقا ،وذلك بالهجوم على النقطة الحساسة او نقطة الضعف عندهم دون أن يدركوا مدى ما يؤدى اليه هذا الهجوم من تدمير ، ويحدث أحيانا أن تؤدى السخرية من طفل معين إلى ان يصبح موضوعا تتسلى بة الجماعة ، وإذا استطعت كمعلم إن تقنع قادة هذه العملية بطريقة شخصية بترك هذه فأنك تستطيع أن تمنع تصعيد هذه الحملة ولهذا تأثيره الكبير الفارق فى الطريقة التى تشعر بها ضحية السخرية عن المدرسة ، وتستطيع ان- تقوم بعملية تفكير مسبقة لكى تبحث عن منار أو طريقة تتبع مع التلميذ الذى يستخدم العدوان اللفظى للتخلص من مشاعر الكراهية .
2- تلاميذ الصفوف الابتدائية الاولى حساسون للنقد وللسخرية كما انهم يجدون صعوبة فى التوافق مع الإخفاق , إنهم فى حاجة إلى متكرر وتقدير . وذلك لان الأطفال يميلون إلى الإعجاب بمعلميهم على نحو مبالغ فية ، ومن هنا فأن النقد يسحقهم ، وعليك كمعلم أن تزود الأطفال فى هذه السن بتعزيز متكرر على قدر الامكان غير الاكاديمية . ومن المهم ان تتجنب السخرية والتنحر غير محسوب .
3- وكثير من الأطفال فى هذا المستوى شغوفون يريدون إدخال السرور على المعلم وهم يحبون ان يساعدوا ، وهم يستمتعون بالمسؤولية ، ويريدون ان يتقنوا ويجيدوا فى عملهم المدرسى ، والأسلوب المعروف فى إشباع الرغبة أو النزعة إلى المساعدة أن توزع الأعمال على الأطفال ( على سبيل المثال ، من ينظف السبورة من يفرغ سلة المهملات ،من يوزع الأوراق ) على أساس دورى وتبادل . ( هل تذكر ، على سبيل المثال اى أعمال معينة استمعت بها كتلميذ ).
أم أنك تتفق مع بعض النقاد لهذه الممارسة ، وتشعر ان اى عمل يؤدى من قبل الطفل بقصد إحراز تقبل الراشد غير مرغوب فية ، بمعنى ان الراشد يستخدم الحب ، كوسيلة لممارسة الطفل ، وإذا لم تكن تستخدم بعض علامات الحب ، كالابتسامة ، والتربية على الظهر ، والكلمة العطوفة ، فما نوع التعزيز الذى ينبغى ان تستخدمه ؟
4-ان الصراع بين مدير الجماعة وقواعد الراشدين قد يخلق مشكلات بما فى ذلك جناح الإحداث ، فاذا ضبطت الصف بأسلوب متسق منصف وكنت حازما فى معالجة ما يمكن ان يحدث من خلاف بين التلاميذ ، فأ ن يمكن ان تتجنب الصراع بين معايير السلوك ، ويمكن ان يحث التلاميذ وتشجعهم على ان يقترحوا قواعد للإبعاد من الصف
وإذا نشأت مشكلات حادة على الرغم من جهودك، قد يساعدك أن تعرف أن تواريخ الحالات ودراستها كشفت على ان الجانحين كثيرا ما يرتكبون أول مخالفتهم فى هذا السن ، وان الدوافع الشائعة لهذه المخالفات رغبة الفرد فى أن يجد تقبلا من جماعة الأتراب ، ويمكن القول من الناحية النظرية ان تقدير الطفل فى الصف وتقبلة قد يشجع هذه الحاجة الأمر الذى لا يجعله يتصرف فى الموضوع تصرفا منحرفا . وعلى الرغم من تحديد الجناح عند منبتة ليس بالأمر السهل ، إلا انك ينبغى على الأقل أن تجرب هذا الأسلوب .
5-تكون الاضطرابات السلوكية فى قمتها فى الصفوف الأخيرة من المدرسة الابتدائية ،ولكن معظم الأطفال يجدون طريقهم الى التكيف والبنون اكثر مشكلات من البنات وتفسر هذه الظاهرة فى ضوء الضغوط الأكاديمية والأسرية والاجتماعية ومشكلات النمو النفسى الاجتماعي والتفاوت فى التسامح مع السلوك عند الأطفال من الراشدين . ان التلاميذ فى هذه الفترة قد بلغوا من النضج العقلى والحساسية حدا يجعلهم يدركون الصراعات والضغوط ولكنهم لم يبلغوا بعد حدا من الاستقلال يمكنهم من مواجهتها بكفاءة معتمدين على أنفسهم .هذا فضلا عن أن معظم الأطفال فى هذه الفترة يخبرون قفزة فى النمو وكثير منهم يصلون إلى البلوغ الجنسى .
ومن المشكلات الشائعة التى كشفت عنها البحوث فى هذه المرحلة ، ويغلب ان تنتشر بين البنين الغيرة ، والنشاط الزائد ، والحاجة الى الاهتمام والانتباه ، والتنافس ، والكذب ، والأنانية ، والنوبات المزاجية والسرقة ، ويغلب على البنات الخجل ، والحساسية الزائدة والتذبذب الانفعالي.
وعلى المعلمين والآباء ان يوفرا للأبناء بيئة مستقرة ، وان يقللوا الضغوط التى يتعرضون لها الى حده الأدنى ، وان يوفروا لهم الدعم والتقبل وان يتيحوا لهم الحرية لكى يتوصلوا إلى المواءمة بين العوامل المتعارضة.
الخصائص المعرفية:
1- يمكن القول بصفة عامة ان تلاميذ الصفوف الابتدائية الاولى شغفون جدا بالتعليم . ومن أفضل الأشياء فى تدريس هذه الصفوف ان تتوافر دافعية للتلاميذ منبثقة من داخل الأنشطة ومشكلة المعلم كيف يستخدم هذا ليفيد منة على اكبر نحو ؟
2- والأطفال فى هذا السن يحبون الكلام ، ويميلون إلى ان تتاح لهم فرص أكثر للكلام والكتابة . وهم شغفون بالتسميع سواء عرفوا الجواب الصحيح ام لم يعرفوه.
وقد يجد معلم المدرسة الثانوية صعوبة فى إثارة مشاركة التلاميذ الا إرادية فى النشاط ، ولكن معلم المدرسة الابتدائية لا يواجه هذه الصعوبه . ويغلب ان تكون المشكلة هنا هى ضبط المشاركة بحيث يعبر الأطفال عن أنفسهم حين يطلب منهم ذلك ، ولابد ان يذكر المعلم الأطفال مرارا بان يتحدث كل منهم فى دورة ، وان يجيدوا الإصغاء عندما يتحدث إليهم احد . وإذا نجحت فى هذا المجال ، قد تشعر بالضيق قليلا حين تتبين أم طفلا بعد إن رفع يده وحركها بعنف حتى تلتغت إليه ، كثيرا ما يدلى بإجابة خاطئة تماما، وقد تريد ان تصوغ بعض الجمل التى تعبر تعبيرا رقيقا أو فكها يدل على ان الإجابة خاطئة أو لا علاقة لها بالسؤال، وإذا فكرت فى بعض هذه العبارات الآن، فلتسجلها فى كراسة التحضير.
وثمة سبب أخر لاتهامات تلاميذ الصف الثانى التى لا ترتبط أو لا تتصل بالحديث السابق وهو رغبتهم القوية فى التسميع . اى أن يقول شيئا لا يتصل بما قاله المتحدث السابق وهو يعنى أن الخجل لم يدخل فى اعتباره الموضوع المطروح . وقد يعنى ايضا انة قد رفع يدة منذ خمس دقائق مضت كان ما سيقوله له صلة بالموضوع المطروح ومد يده له ، ولكن المعلم قد التفت إلى تلاميذ آخرين أولا ثم ابتعد بالمناقشة عن النقطة الأصلية . ومثل هذا الحديث يترك المتحدث أمام ثلاثة اختبارات :
(أ) يستطيع أن يقول لا تلينى بالا .
(ب) يستطيع أن يفعل ما عدة وان يبذل جهدا ليقول شيئا آخر يتصل بالنقطة التى يتحدث عنها من سبقة مباشرة.
(جـ) ويستطيع ان يمضى قدما ويقول الكلام الذى انفق الدقائق الخمس الماضية فى اعداده.
وتبين نتائج هذه الدراسة ان التلاميذ الأكبر سنا يلجأ ون إلى البديل الأول والثانى . ولكن يمكن القول بان البديل الثالث لة ميزة ملحوظة فإذا أصررت على أن كل ما يقال فى الصف من قبل الأطفال لابد ان يكون استمرارا منطقيا لما قيل من قبل بذلك تساعد على الاجتهاد العقلى او تعوقه ؟ وفى الوقت الذى تكفى فيه فى كيفية معالجة الملاحظات والتعليقات غير الملائمة, فلتنظر فى مضامين وأهمية البدائل الثلاث المتاحة أمام الطفل .
3- كثير من الأطفال بعد اكتشافهم لقوة الكلمات يجربون اللغة البذيئة او السوقية وهم يعرفون أن الآخرين يستجيبون لها بانفعال ، ولو إنهم لا يفهمون سبب ذلك على وجه الدقة .
ويحتمل ان تكون استجابتك الاولى للغة المبتذلة هى أن تتجاهلها على أمل ان الطفل أو الأطفال سوف يتخلون عنها بسبب نقص التعزيز. ولكن هذا التجاهل قد لا يحقق هذا الهدف ،ومن هنا تتحدث مع الأطفال الأقوى تأثيرا فى المجموعة لكى يتجنبوا هذا السلوك ، ومن الطرق الفعالة ان تقرر بصراحة أن مثل هذه الكلمات بذيئة وسماعها عمل غير سار وعلينا إلا نستخدمها : وهذه الطريقة قد تعفيك وتريحك من بيان أسباب عدم تقبلها الأمر الذى قد يوقعك فى المتاعب . وعلى سبيل المثال فلننظر فيما يمكن ان يتأدى اليه التفاعل بينك وبين احد الأطفال فى هذه النقطة . كأن تخبره بأن استخدام هذه الألفاظ شقاوة وان الناس الذين يستخدمون هذه الكلمات ليسوا مهذبين ، فيعلن الطفل ان امة وأباه يستخدمانها . وإذا كانت لديك مقترحات أخرى عن طرق معالجة اللغة المتقالة فلتسجلها فى كراسة تحضيرك.
4-تبدأ مفاهيم الصواب والخطأ فى النمو عادة فيما بأفعال نوعية معينة وتعمم بالتدريج . ويظهر الميل الى النميمة أزاء تصرفات الآخرين ويبدوا ان هذا ( دراسة هارتشورن وماى 1928) ان أفضل طريقة لمساعدة الأطفال عند هذا المستوى لكى يكسبوا فهما أ شمل للأخلاق هو ان تناقش أفعالا معينة حال وقوعها ، وان تشجع التلاميذ على أن يفكروا لماذا يكون سلوك معين خيرا أو شريرا ويبدوا أن لترديد الوصايا او القواعد الخلقية تأثيرا ضئيلا، طالما أن الأطفال الصغار لا يستطيعون أن يطبقو المفاهيم المجردة ، بل أنهم كثيرا مالا يفهمون حتى الكلمات.
ومن الأمور البالغة الأهمية ان تسلك سلوكا متسقا غير متناقض وان العمرى مازالوا فى مرحلة الواقعية الخلقية ، ويجدون صعوبة فى فهم الدقائق التى تتضمنها المواقف المختلفة . وإذا تضايق بعض التلاميذ مما يبدوا غير متسق فقد تحاول ان تبرز الظرف أو الملابسة التى جعلت تعديل القواعد أمرا ضروريا.
أن ذوى الأخلاق الواقعية يفكرون تكفيرا جامدا ، ويجدون صعوبة فى فهم وجود ظروف مخففة ، والتلاميذ الأكبر سنا اقدر على فهم انه يلزم أحيانا أن تفسر القواعد للتلاؤم مع المواقف الخاصة ، وقد يضيقون ذرعا ايضا حين يتبيبئون أن جميع الناس لا يتقيدون حتى بالقواعد المرنة . فالطفل الذى يبذل جهدا خاصا لكى يكون أمينا ومراعيا لحقوق الآخرين قد يجد صعوبة فى التعامل مع وجود أشخاص تنقصهم الأمانة ومراعاة الآخرين وكثيرا ما يمضون بغير عقاب على هذا السلوك.
ومن الطرق الفعالة فى مساعدة الأطفال على التفكير على أساس أخلاقيات التعاون ام تناقش معهم الأفعال عند حدوثها , ومثال ذلك ان تناقش مع التلاميذ الجوانب الايجابية لعثور طفل على شىء ضائع وإعادته لصاحبة ، او تناقش معهم الأسباب التى توجب إطاعة قواعد المرور حين يمشون او يركبون الدرجات الى المدرسة . وفضلا عن ذلك تستطيع قراءة القصص او وصف المواقف التى تثير نقاشا عن المسائل الخلقية التى تواجه الأطفال .
وأخيرا حين تدرس التلاميذ لكى يراعوا الآخرين ويشاركونهم وجدانيا ، وان يحرصوا على الأمانة والعدل ، تذكر دائما الأثر القوى لك ولسلوكك كقدرة.وسوف تجد فى هذه الصوف تلميذ يخبرونك بوقائع خروج على القواعد ، وقد بحدب هذا السلوك لغيرة أو الخبث وتعتمد الأذى , ولكنة على الأغلب مظهر للنمو المعرفى أوالعقلى. فالطفل الذى يلفت أنتباهك لسوء سلوك الآخرين قد يشعر بالخلط وبالضرر إذا استجبت لة بقولك لا تمكن تماما. عدا من ناحية ومن ناحية أخرى إذا شكرت الطفل بحماس وعقبت المخالف فقد تشجع بقية التلاميذ الصف على أن يتكلم كل منهم عن الآخر . ولعل أفضل سياسة , أن تقول للمخبر أنك على وعى بالسلوك الخاطىء وأنك سوف تنصرف إزاءه . ثم تتحدث إلى المخالفين . وقد تخفف من هذة النميمة بتفسير أسباب قبول بعض الاستثناءات , بالحيلولة دون وقوع مخالفة القواعد من المنبع , وبدعوة الصف لمناقشة أسباب كون القواعد ضرورية .
5- الأطفال فى المدرسة الابتدائية محون للاستطلاع , يريدون أن يعرفوا كل شىء حولهم تقريبا . وإذا أحيط الطفل بمجموعة من الأشياء فقد يهتم بشىء لينصرف عنة فجأة إلى شىء أخر .
وواضح أن حب الاستطلاع ميزة ينبغى أن نستثمرها , وأن نشجع الأطفال على أن يتوصلوا إلى الإجابات بأنفسهم بدلا من أن نزودهم بها ونقدمها جاهزة , ولكنك كمعلم ينبغى ألا تبالغ فى هذا الاتجاه أى أنك لا ينبغى عند كل سؤال يطرحه عليك التلميذ تجنيبة قائلا لماذا لا تبحث عن الإجابة معتمدا على نفسك ؟ لأن مثل هذه الإجابة تقتل ميلا لطفل أحيانا .
وإذا سألك الطفل عن الموضوع تعجز عن الإجابة عنة , فلا تحاول أن تجنب التلميذ إجابة لتغطى بها عدم معرفتك لأن هذا السلوك خطر . وتلاميذك لا يتوقعون منك أن تعرف كل شىء , ولكنهم سيفقدون فيك ثقتهم فيك إذا حاولت إخفاء جهلك هذا وإذا كان الطفل من تلاميذك يعرف موضوع معين أكثر مما تعرف ( على سبيل المثال وقود الصواريخ , الرحلات إلى القمر ) فإن التصرف السليم فى هذا الموقف أن تشجع الطفل وأن تتيح لةأن يسهم فى زيادة معرفة زملائة بالموضوع .
وإذا انتقل الطفل من ميل إلى آخر , فإن هذا لا يعنى بالضرورة أنة تنقصه الحرية العقلية , وأن نخبره على المثابرة . وفى هذا السن ينبغى على الطفل أن يجرب أنشطة كثيرة مختلفة بحيث يستطيع فيما بعد ان يتخصص فى النشاط الذى يفضله بأكبر درجة. وإذا أخبر على أن يرتبط بنشاط معين لا يستحوذ على اهتمامه , فقد يكرهه ويقاوم فى المستقبل الانفتاح على هوايات أخرى واهتمامات مختلفة . ومع ذلك فمن الواضح أن التلميذ لابد أن يتعلم قدرا من المثابرة وهذة أن لم تكن ضرورية فهى ميزة. والتحدى الذى تواجهه هو : كيف تشجع تلميذ على أن يواصل نشاطه فى عمل من الأعمال حتى يجيدةه وذلك دون أن يكرهه ؟
6- يضع كثير من أطفال المدرسة الابتدائية لأنفسهم مستويات عالية ويتجهون إلى الإتقان ويحاولون الوصول إلى الكمال ، وكثيراً ما يؤدى العجز عن الارتقاء إلى هذه المستويات إلى شعور بالإحباط والإثم .
ومن المرغوب فيه بطبيعة الحال ان نشجع كل طفل على أن يقدم أحسن ما عنده وكثيراً كا يكون هذا أفضل مما يتوقعه هو أو معلمه ، ولكن الطفل حين يضع لنفسه مستوى عاليا يستحيل الوصول إليه أو بلوغه فمعنى هذا أنه مقضى عليه بالإخفاق . ومن الطرق الجيدة لتعليم التلميذ أن ينمى مستويات طموحه الواقعية وأن تجعله يبدأ بأعمال بسيطة وأن ينتقل تدريجيا إلى الأعمال الصعبة ، وهو حين يعمل هذا ، لا يختبر فحسب قدراته ، بل تتوفر لعل بعض الخبرة بالنجاح ، وهذا الشعور بالنجاح ييسر عليه قبول الإخفاق حين يصل إلى أقصى ما يستطيع . وإذا أتضح لك أن ضغوط الأسرة هى سبب هذه الأهداف والمستويات العالية ، فقد تحاول أن تتفاهم مع الوالدين فى هذا المجال مباشرة أو عن طريق مدير المدرسة أو الأخصائي الأجتماعى .
7- يقل اعتماد الطفل على والديه . يثق الطفل بنفسه أثناء هذه الفترة أكثر من أى فترة سابقة فمعلوماته ومهاراته تتزايد ويصبح أقدر على أشباع حاجاته ولذلك يصبح أكثر استقلالا عن الكبار وينتاب الطفل الضيق إذا ازداد توجيه الكبار له عما هى ضرورى . وتقل رغبة الطفل فى الاعتماد على الكبار وخاصة عندما يبلغ سن السابعة فثمة موضوعات يعتقد الطفل أنه لا يمكن بحثها بصراحة إلا مع أترابه لأن الكبار لا يفهمونها وهذه أحد أطوار عملية الفطام التى يجد الكبار صعوبة فى تقبلها بصدر رحب ، ومع ذلك فإن الأطفال ما يزالون فى حاجة إلى دعم الكبار وإرشادهم وتوجيههم ، وهذه الثنائية الوجدانية قد تؤدى إلى نتائج سلوكية لا يمكن التنبؤ بها ، نتائج غير مناسبة وغير منتظمة تتحدى التحليل العقلانى . وعليك كمعلم أن تكون صبوراً مع هذا السلوك الناشز على قدر الأمكان وأن تتفهمه .
8- هناك فروق بين الجنسين فى القدرات الخاصة وفى الأداء الأكاديمي العام . ففى المدرسة الابتدائية وفى المتوسط تتفوق البنات فى الطلاقة اللفظية والهجاء والقراءة وإجراء العمليات الحسابية . أما البنون فيتفوقون فى المتوسط فى الاستدلال الرياضى وفى الأعمال التعليمية التى يتطلب فهمها للعلاقات المكانية وفى حل المسائل التى تتطلب استبصارا . وأحد التفسيرات الممكنة لتفوق البنين فى الاستدلال الربطى ميلهم الأكبر فى المتوسط إلى التركيز على جوانب محددة من الموقف دون أن تربكهم المعلومات التى تتعلق بالخلفية . ومن التفسيرات الممكنة لتفوق البنات فى المتوسط فى النواحى اللفظية هو أن البنات يتفاعلن مع أمهاتهن بدرجة أكبر وبالتالى ينغمسن فى تفاعل لفظى . ولذلك يزداد إحتمال استخدامهن للكلمات أكثر من الأفعال للتعبير عن حاجاتهن .
والإناث يحصلن على الدرجات أعلى فى المدرسة ، ولكن البنين أكثر احتمالا من حيث تحصيل مستوى أعلى فى كثير من الأنشطة فيما بعد فى حياتهم . ويبدو أن تحصيل البنات المدرسى ينتج على الأقل جزئيا عن رغبتهن فى أرضاء الآخرين . ويبدو الذكور أكثر أهتماما بالقيام بالأعمال التى تثير أهتمامهم وأقل أهتماما بإرضاء الآخرين . وبسبب هذه الأتجاهات تحاول البنات تحقيق درجات عالية للحصول على استجابة إيجابية من الوالدين والمعلمين ، بينما ينغمس البنون فى الدراسة بدافع من الذات . وإذا لم يجد الصبى موضوعا معينا يثير اهتمامه قد لا يبذل الجهد لتعلمه وهذا يؤدى بصفة عامة إلى تقويمات شاملة منخفضة . هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فنا ميل الصبى لدراسة شىء لذاته قد يكون له عائده فيما بعد فى الحياة حين يتطلب الأمر دراسة توجهها الذات طويلة الأمد .
وقد تكون البنات مدفوعات بالرغبة فى أرضاء الآخرين لأنهن لا يشجعن على الكفاح من أجل الاستقلال فى وقت مبكر من الحياة . وأن الأمهات يملن إلى التفكير فى البنين على أنهم نشطين أقوياء وفى البنات على أنهن رقيقات . ونتيجة لذلك توفر الأمهات للبنات حماية زائدة أثناء الطفولة . وتجد البنت صعوبة أكبر فى تنمية الأستقلال لأنها تتوحد مع أمها ومع معلمتها وتحبر صراعا أقل معهن .وإذا كان هذا التفسير معقولاً ، فقد تحاول تشجيع البنات على الاستقلال والثقة فى أنفسهن لإنجاز الأعمال بالاعتماد على الذات .
9- تظهر الفروق فى الأسلوب المعرفى بالإضافة إلى الفروق بين الجنسين فى قدرات التعلم العامة والخاصة ، كما أن هناك أيضاً فروق فى الأسلوب المعرفى ترتبط بالجنس . لقد أسفرت البحوث عن أن بعض الأطفال مندفعين Impulsive بينما نجد آخرين متأملين Reflective ، وتتسم المجموعة الأولى بإيقاع تصورى سريع إذ يميلون إلى تقديم الإجابة الأولى التى يفكرون فيها ويهتمون بتقديم استجابات سريعة . أما الأطفال المتأملون فيستغرقون بعض الوقت قبل التحدث ، ويبدو أنهم يفضلون تقويم الإجابات البديلة وتقديم الأستجابات الصحيحة أكثر من اهتمامهم بالسرعة . وحسن نطبق اختبارات القراءة ، والاستدلال الأستقرائى على تلاميذ الصف الأول والثانى الأبتدائى يتعرض المندفعون لأخطاء أكثر من المتأملين . هذا فضلا عن أن الاندفاع سمة عامة تظهر فى وقت مبكر من حياة الفرد وتظهر على نحو متسق فى مواقف كثيرة منوعة .
ولقد أتضح أن الأطفال التأمليين يؤدون أداء أفضل فى الأعمال التى تتطلب تحليل التفاصيل ، وأن الأطفال المندفعين يؤدون أداء أفضل فى الأعمال التى تتطلب تفسيرات شاملة . والأطفال المندفعون ليسوا بالضرورة دون الأطفال المتأملين فى القدرة على حل المشكلات . والمفكرون المندفعون قد يقل أدائهم فى كثير من مواقف المدرسة ومواقف الاختبار التى تتطلب تحليل التفاصيل وذلك لأنهم يميلون إلى النظر إلى المشكلات بطريقة شمولية .
إن الوعى بأساليب التصور المختلف قد يساعدك على فهم الفروق الفردية الكبيرة فى طرق استجابة التلاميذ لمداخل التدريس . فالولد المندفع قد يخل بالنقاش الصفى والإدلاء بما يعن له ويقلق الأنماط المتأملة أثناء عملية صياغتهم وتشكيلهم للإجابات . ولكى تقلل من حدوث هذا قد تطلب من كل تلميذ أن يجلس ويفكر فى السؤال دقيقتين أو ثلاث قبل الإجابة .
وبعض التلاميذ يخبرون الأشياء بوضوح أكثر من آخرين ، وبعضهم على وعى بجوانب أكثر فى المواقف فى أى لحظة عن الأخرى . وبعض التلاميذ أكثر تعرضا لتشتيت الانتباه بسبب الأفكار المتصارعة عن الآخرين . ويميل بعض التلاميذ إلى تصنيف خبراتهم فى فئات كثيرة منفصلة . ويتجه بعض التلاميذ إلى دمج الذكريات المتشابهة فى حين يحتفظ أخرون بذكريات خبراتهم منفصلة ومتمايزة ويرى جليفورد أن بعذ الأفراد دو تفكير تقاربى وآخرون ذو تفكير تباعدى أو متشعب . والنمط الأول يستجيب لما يقرأ ويلاحظ بطرق تقليدية نمطية والنمط الثانى يستجيب على نحو غير متوقع وبطريقة غريبة ، والبعض أكثر قدرة فى فهم الأفكار وتقويم ملاءمتها وصحتها فى موقف معين عن الآخرين .
أن هذه الفروق الفردية فى الأسلوب المعرفى تلاحظ فى الصفوف الابتدائية الأولى ولكنها تؤثر فى التلاميذ خلال حياتهم المدرسية كلها ولذلك ينبغى أن تتوقع تفاوتا فى طرق استجابة التلاميذ لمواقف التعلم . وينبغى إلا تعجب إذا أجاد تلميذ فى نشاط تعلمى وكان أداؤه ضعيفا فى نشاط آخر . وسوف تدرك فى بعض الحالات جوانب القوة النسبية وجوانب الضعف عند تلاميذك فى أدائهم المعرفى فى المجالات المختلفة . وفى أحايين كثيرة يتعذر تقدير تأثير الأساليب المعرفية فى أداء التلاميذ . وأفضل الطرق لأتاحة الفرصة لهذا التباين فى الأساليب المعرفية أن توفر أنشطة تعليمية منوعة بحيث يتاح لكل تلميذ أن يقوم بأعمال مدرسية تلائم طريقة تفكيره .
خصائص المستويات العمرية - الصفوف الأعداية والثانوية
الخصائص الجسمية :
1- معظم البنات يكملن طريقة النمو Growth Sourt عند بداية هذه الفترة ، أما طفرة النمو عند البنين فلا تكتمل عادة قبل الصف الثانى أو الثالث الأعدادى ، وقد تتأخر عن ذلك . وبعض الأولاد يزداد طول قامته خمسة عشر سم فى سنة واحدة ويزداد وزنة عشرة كيلو جرامات . وفترة النمو السريع التى تبدأ بالنسبة لبعض الأطفال فى الصفوف الأخيرة من المدرسة الابتدائية تشمل جميع التلاميذ تقريبا فى المدرسة الأعدادية . والتفاوت بين التلاميذ فى هذا المجال الهائل .
وبعض الفتيات من ذوات النضج المبكر حين تراهن فى الصف الثالث الأعدادى يصلحن أمهات للأولاد المتأخرين فى النمو فى الصف الأول الأعدادى . ويمكن القول بصفة عامة ، أن الأولاد اذيين يتأخر نموهم يواجهون أوقاتا عصبية فى محاولة التكيف مع هذا الموقف ، ولا سيما أن الطريق الأساسى للرجولة والذكورة هو المشاركة فى الأنشطة الرياضية وهذا التأخر فى النمو يحول دون ذلك وتستطيع أن تشجع مثل هؤلاء الأولاد على أن يكتسبوا مكانة إجتماعية بين أترابهم خلال أشكال أخرى من النشاك كالعمل المدرسى والموسيقى والحكم الذاتى .
2- جميع البنات تقريبا يصلن مرحلة البلوغ ، كما يصل إليها كثير من الأولاد ، وهكذا تصبح الخصائص الجنسية الثانوية أكثر وضوحا . وتشمل هذه نمو الصدر والدفين عند البنات . وتغير فى الصوت ونمو الكتفين عند الأولاد . وثمة اهتمام عام بالتغيرات الجسمية والنفسية التى تصاحب البلوغ . والملاحظات التى سبق أن سقناها فيما يتصل بالتربية الجنسية تصدق هنا وربما بدرجة أكبر . وعليك أن تراجع السياسة المدرسية وتتصرف بما يتناسب معها ، والبنات على وجه الخصوص يحتجن إلى معلومات دقيقة لأن التغيرات المرتبطة بدوره الحيض قد تخيفهن إذا لم يفهمنها .
3-ينتج عن هذا النمو السريع وخاصة فى السنوات الأولى من مرحلة المراهقة ألا يستطيع المراهق التحكم فى حركاته ، فلا تتسم بالدقة والتحديد ويزيد من هذا حساسيته الشديدة بالنمو المفاجىء ، وأهتمامه الكبير بمظهره ، ويشعر بالتعب بعد أى مجهود يبذله ، ويبدو عليه الميل للكسل والخمول إذا قورن بطفل المدرسة الابتدائية الذى يلاحظ عليه النشاط الزائد وعدم القابلية للتعلب والأرهاق بسرعة ، كما أن هذه الزيادة السريعة فى النمو وما يصاحبها من تغيرات داخلية يكون لها تأثير فى صحة المراهق ويصبح أكثر تعرضا للأصابة بالأمراض كالأنيميا ، وعندما يأخذ النمو فى البطء فى الفترة الأخية من مرحلة المراهقة يقل تعرض المراهقين للأصابة بهذه الأمراض وتتحسن صحتهم بوجه عام .
ومن واجبك كمعلم أن تدرك أن الأولاد والبنات يبذلون جهداً كبيراً فى هذه المرحلة فى العناية بمظهرهم وبأجسامهم وأنهم يحاولون تعويض ما ينقصهم فى الدقة فى الحركات ، وقد يعوضون ذلك عن طريسق خيالهم وأحلامهم . ولابد أن يتحقق التوازن بين العناية بالمظهر والميل إلى العمل الدراسى ، وأن الصف الدراسى فى الأساس للنشاط التعليمى وليس للتجمل .
4 – وعلى الرغم من أنه يمكن القول أن هذه المرحلة العمرية تتميز بصفة عامة بصحة لا بأس بها ، إلا أن عادات الكثير من تلاميذ المرحلة الأعدادية وكذلك عاداتهم الغذائية سيئة . ولابد أن تنتهز كل فرصة متاحة للتؤكد أهمية العادات الصحية الجيدة ، وكيف يؤثر الغذاء فى مظهر الفرد وهو موضوع أهتمام المراهقين . ويكثر المراهقون من شرب الكوكاكولا وما يماثلها ومن أكل المقليات وأطعمة معينة مما يحول دون استيعابهم فى حالات كثيرة لغذاء متوازن صحى .
5- والمراهق يشعر بالقلق إذا أتضح له أن ذاته الجسمية الواقعية تختلف كثيرا عن تصوره لها . وعلى سبيل المثال حب الشباب الذى يعانى منه المراهقين ويسرفون فى إتخاذ الوسائل الكفيلة بإزالته لأنه يقلقهم ، وهم يبذلون جهداً ووقتا للعناية بوجوههم ومظهرهم الخارجى وقد يؤدى الأسراف فى هذه الناحية إلى نتائج غير طيبة . وأى مظهر للشذوذ عن السواء فى النمو الجسمى للمراهق يعتبر تجربة قاسية له ، وخاصة إذا سبب هذا المظهر له عيبا أو خاصية يتميز بها عن أترابه ، إذ أن المراهقين يميلون إلى السخرية من زملائهم ويرفضون انضمامهم إلى جماعاتهم .
ويهتم تلاميذ هذه المرحلة أهتمام واحدا بمظهرهم ، ولذلك ينشغلون أنشغالا زائداً بتجميل أنفسهم مما يؤدى إلى الخروج على النظام الصفى ما لم تخصص لذلك أوقات معينة وأماكن خاصة ( وبعض المعلمين يسمحون بتمشيط الشعر ... إلخ خلال الدقائق الثلاث الأخيرة من الدرس ) . ويحدث أحيانا أن يقوم تلميذ بتنظيف أذنه مما قد يدفعه إلى أوهام الأضطهاد إذ يعتقد أن كل فرد يحملق نحوه أو يضحك عليه . وإذا شعرت أن تلميذاً يبدو منشغلاً بملمح جسمى قابل للأصلاح ، فأن توجيه الممرض أو الطبيب بالمدرسة قد يساعد التلميذ ويمكنه من علاج ما يشغل ذهنه ويشتت إنتباهه .
6- يتحقق النضج الجنسى ، ويؤدى ذلك إلى تغيرات غدية وعدم توازن . ويرى كنزى فى تقريره المشهور أن الدافع الجنسى عند الذكور يصل ذروته قى سن 16 ، 17 . ومع قوة الدافع الجنسى وما يفرضه الدين والأخلاق والمجتمع من قيود على إشباع هذا الدافع ، ينشغل كثير من الشباب بهذا الموضوع . فالآشياع المباشر يعنى التعرض للعقوبات والأستمناء أيضا مرفوض أخلاقيا . ولابد هنا أن نبين أن المدرسة والأسرة مسئولة عن تربية الشباب فى هذه الناحية حجتى يمكن أن يعرف قصة الحياة فى جميع الأحياء عن طريق القراءة وزيادة حدائق الحيوان التى تشبع الكثير من أسئلته وأستفهاماته .
كما أن معرفة المراهق الأضرار الناتجة عن السلوك الجنسى اللا سوى كالأفراط فى الأستمناء والمعاشرة الجنسية التمثلية وبعض الأمراض التناسلية ومدى خطورتها عن طريق المحاضرات والمناقشات العلمية يساعد المراهق فى هذا المجال . ولابد أن يشجع المراهق على قضاء وقت فراغه بما يشبعه كأن يشارك فى اللعب المنظم فى الفرق الرياضية أو النشاط المدرسى . والمعلم أو الطبيب أنسب من الأب لأن الأخير قد يجد حرجا فى مناقشة هذه الموضوعات مع أبنائه . ويجب أن تكون الإجابة على قدر السؤال لأنها إذا كانت أكثر مما يلزم اعتقد المراهق أنه أمام شخص نظرى يتكلم أكثر مما يعمل ، وإذا كانت أقل مما ينبغى أعتقد أنه أمام شالشخص الجاهل الذى لا يدرى شيئاً عن مشاكله ، وأخيراً يجب أن تكون اللإجابة صريحة وأمنة . فالصراحة العلمية الدقيقة تغنى المراهق عن البحث والتقصى وراء المعلومات الدراجة الخاطئة المضرة .
الخصائص الاجتماعية :
1- يحتاج المراهق إلى جماعة تستجيب لمستوى نموه ، ومظاهر نشاطه ، تفهمه ويفهمها ولهذا يجد مكانته الحقيقية بين أترابه . وجماعة الأتراب تساعد المراهق على النمو الاجتماعى لأنها تهيىء له الجو الملائم ليتدرب على الحوار الأجتماعى ولينمى علاقاته الاجتماعية ومهاراته . وهى تساعده على معرفة نقاط قوته ونقاط ضعفه حيث ثبرزت أمكانياته الاجتماعية من خلال اضطلاعه بدور قيادى فى الجماعة أو دور تابع ، ومن خلال تآلفه مع بعض اعضائها ونفوره من البعض الأخر أو عدم نفوره ، وهو يتعلم أن الأنتماء إلى الجماعة يقتضى قبوله لمعاييرها ، فهى إذن تعوضه عن بعض ما يشعر به من ضغوط فى إطار الأسرة وعى تعده للحياة المقبلة .
2- وجماعة الأتراب مصدر من مصادر القواعد العامة للسلوك ، وكثيرا ما يكون هناك صراع بين دستور الأتراب ودستور الراشدين ولعل ذلك يرجع جزئيا إلى التغيرات الثقافية الكبيرة التى حدثت خلال هذا القرن . وبعض الآباء يطوعون قواعدهم أكثر من غيرهم فيتقربون من معايير الأتراب نتيجة لتسامحهم هنا ، أو هناك ، وتنمية المراهقين لدستور سلوكهم ما هو إلا نوع من النمو يقربهم من استقلال الراشدين وهو بهذا المعنى أمر مرغوب فيه . وتسطيع كمعلم أن تساعد تلاميذز على الأستقلال وذلك بتشجيعهم على وضع مجموعة من القواعد الصفية وتقدير مدى استعدادهم لتحمل مسئولية الألتزام بهذه القرارات .
3- يحتاج المراهق إلى أن يشعر أن من حوله يتقبلونه سواء أكان ذلك فى الأسرة أو فى المدرسة أو فى المجتمع عامة . وهذا التقبل الأجتماعى للمراهق يسبع حاجته إلى الأمن النفسى الذى هو أساس للعمل والنجاح . وقد تدفعه حاجته لأن يتقبل من قبل الجامعات الهامة بالنسبة له أن يسايرها إجتماعيا وهو يريد أن يكون جزء من هذه الجماعة . ويعمل المراهق على أن يلبي كما يلبس أترابه وأن يسلك على شاكلتهم مما يزيد ثقته فى نفسه ، وهو إذن فى حاجة إلى شواهد محسوسة تدل على إنتمائه . ولكى نخفف من هذا الأتجاه ، لابد للمعلم أن يشجع التفرد الخلاق وعدم الأذعان فى الصف . وتستطيع أن تكلف التلاميذ بواجبات مفتوحة النهاية ، وعليك أن تتخيل الطرائق التباعدية لحل المشكلات . والصعوبة التى يواجهها المعلم هى التمييز بين أن يقوم المراهق بشىء مختلف أو بفعل غريب يتميز عن الآخرين . أو أن يفعل ذلك كتعبير صادق وأصيل فى تفرده وعلى الرغم من أنه ينبغى عليك أن تحسن الظن بالتلاميذ إلى أن من الضرورى أحيانا أن يكون التلاميذ بحيث يوثق بهم ويعتمد عليهم ويتنبأ بسلوكهم .
4- يهتم التلاميذ أهتماما كبيرا برأى الاخرين فيهم . ولهذا تصبح الصداقات والمشاجرات أكثر حدة ، وقد يحل أفضل الأصدقاء محل الآباء فى أمانة اسراره . وللأصدقاء فى مرحلة المراهقة بالغة أكبر مما لهم فى أى مرحلة أخرى من مرحل النمو ويضع المراهق ثقته التامة فيهم ويفضى إليهم بما يجول فى خاطره . وهو مطمئن لفهمهم وتقديرهم لما يقول وما يفعل .
ونتيجة لأنشغال المراهقين برأى الجماعات الأصدقاء أو الجماعات الأتراب فيهم لرغبتهم فى الأنتماء إليهم فإنهم أحيانا يطلبون من كل فرد فى هذه الجماعة أن يقول رأيه بصراحة فى أفراد معنيني أى أن يقومهم ويعدد نواحى القوة والضعف لديهم . ولابد هنا أن تقوم بدروك كمعلم بأن توجه التلاميذ فى هذه المرحلة إلى النقد البناء .
5- أتضح من دراسات مسجلة قام بها أحمد زكى صالح أن نسباً كبيرة من المراهقين من الجنسين يريدون أن يعرفوا كيف يجعلون أفراد الجنس الآخر يهتمون بهم . وأن يعرفوا أساليب السلوك الأجتماعى الصحيح فى حضرة الجنس الآخر . وأن يلموا ببعض المسائل التى تتعلق بالزواج والحياة الزوجية المقبلة . ويمكن من خلال العليم بالوسائل المختلفة أن تساعد المراهقين من الجنسين على تحدي دور كل من الزوج والزوجة فى المجتمع المعاصر ، وأن تعرفهم بالأشباع التى تحققها الحياة الأسرية النستقرة . وأن تبرز أهمية التعاون بين الوجين ... إلخ .
6- يغلب أن يؤثر الآباء فى الخطط البعيدة المدى ، وأن يؤثر الأتراب فى المكانة المباشرة الحالية . ولقد حاولت عدة دراسات مقارنة متعقدات الآباء واتجاهاتهم النفسية وقيمهم مع هذه الجوانب عند أبنائهم ومقارنة مدى الأتفاق والصراع بين الآباء والأتراب ، وبين الأتراب بعضهم وبعض . ولقد أسفرت دراسات القيم ودراسات التفكير السياسى ودراسات النمو الخلقى ودراسات الأختيار المهنى إلى أنه يحتمل أن طلاب المدرسة الأعدادية والثانوية يتأثرون فى هذه الجوانب بلآبائهم أكثر من تأثرهم بأترابهم . غير أن الخبرة بالمدارس الثانوية تدل على أن تأثير الأتراب على الزى وأسلوب حلاقة الشعر والعلاقات الاجتماعية والأهتمامات قوى جداً ، وهو فيما يحتمل أقوى من تأثير الأباء أى أن فرضية أن الأباء والأتراب يؤثرون فى جوانب مختلفة من سلوك المراهق فرضية معقولة وأن للآباء تأثيراً أكبر فى القرارت التى لها مضامين للمستقبل كأختيار المهنة . بينما الأتراب يؤثرون فى القرارات التى تتعلق بالحالة الراهنة وبحاجات الهوية . وأن تأثير الأباء يكون أعظم حين يكون هناك أحترام وحب متبادل.
الخصائص الأنفعالية :
1- فى هذه المرحلة يزداد شعور المراهق بذاته وحساسيته لها ، ويصبح سريع التقلب إنفعاليا ولا يثبت على حال ، فهو فرح مبتهج لأمر معين حينا ، ومكتئب بائس لنفس الأمر حينا آخر . يقبل على الدين يتلمس فيه حلا لمشكلاته حينا ويتوانى فى أداء واجباته حينا آخر وتتميز هذه المرحلة بأنواع كثيرة من الصراع ، ذلك أن المراهق يعتبر نفسه قد نما ، فيجب أن تتغير نظرة الناس إليه ، هذا فى الوقت الذى ما يزال الآباء والمعلمون ينظرون إليه كطفل ويعاملونه على هذا الأساس وقد يرجع التقلب الأنفعالى هذا الذى لا نستطيع أن نتنبأ به إلى حد ما إلى التغييرات البيولوجية وأرتباطها بالنضج الجنسى ، أو إلى الخلط الذى يتعرض له عن هويته هل هو طفل أو راشد .
وعلى المعلم أن يكون متسقاً فى تصرفه فى الصف ، وأن يعامل التلاميذ كراشدين كلما أمكن ذلك . وكثيراً ما يتضمن التصرف الأخير عادة قدراً معينا من المحاولة والخطأ – حيث تقدم أمتيازات للشباب ، ثم نجدهم يسيئون استخدامها – فصل إلى نوع من التوفيق .
2- ومما يسبب قلق المراهق واصطرابه شعوره أن الأسرة تتوقع منه القيام ببعض المسئوليات التى لا تتناسب مع قدراته ومستوى نموه ، ذلك أن الوالدين لا ينظران إليه كطفل تجاب مطالبه دون تحمل للمسئولية وأن عليه أن يعتمد على نفسه فى وقت لا تمكنه إمكانياته من تحقيق توقعاتهم ومن هنا يشعر المراهق بنقص فى الثقة بنفسه وقد يلجأ لأخفاء هذه القصور أو النقص إلى الصخب والصياح . ومن واجبك كمعلم أن تساعد التلاميذ ذوى الصخب والصياح على أن ينجحوا فى العمل المدرسى مما يجعل الحياة فى الصف وفى الأنشطة المدرسية أكثر هدوءا وأيسر بالنسبة لجميع الأطراف فى الموقف . ومن الطرق الأساسية التى تكفل تحقيق هذا تشجيع تنافس التلميذ مع نفسه .
3- المراهق فى شوق إلى أن يجد نفسه فى عالم أخر خارج البيئة الأسرية وربما خارج البيئة المدرسية ، يحيط به الأصدقاء والزملاء ، عالم فبه حرية وأستقلال وتتخلص من التبعية الطفلية ، وهو إذ يصبو إلى كل ذلك يرى والديه ومعلميه عوائق فى سبيل تحقيق رغبته ومن هنا تشيع بين المراهقين نوبات الغضب . وهذه قد تنشأ أيضا من مجموعة من العوامل ، توتر نفسى ، عدم إتزان بيولوجى ، تعب نتيجة الأجهاد الزائد ، نقص فى الغذاء السليم وعدم نوم كاف . ولعل أفضل طرق يستطيع المعلم أن يلجأ إليها ليقلل من نوبات الغضب حال حدوثها ، كلمة طيبة ، أو تغيير لموضوع النقاش أو بدأ نشاط جديد أو غير ذلك من الوسائل التى تستهدف تحويل الموقف إلى موقف ىخر . أما إذا أصبحت نوبات الغضب هذه ، وجب أن تلجأ إلى أخصائى تحول له التلميذ ليجد حلا أفضل يخفف من مشكلته الأنفعالية .
4- يميل المراهقون إلى التشدد والتمسك بآرائهم ولعل ذلك يرجع إلى نقص فى الثقة بأنفسهم . ومما يزيد من ثقتهم بأنفسهم اعتقادهم بوجود إجابات مطلقة يعرفونها وهم يتجهون إلى البحث عن أخطاء الآخرين ونقد تصرفاتهم وهم يفعلون ذلك بالنسبة للأسرة والمدرسة والمجتمع فقد ينتقد مظهر والديه أو طريقة تربيتها لأخوته الصغار وأن هذا يختلف مع ما يفعله الآخرون من الآباء أو ما يراه هو ، بل قد يتمرد على مهنة أبيه أو التقاليد التى يتمسك بها ... إلخ .
وينبغى أن تؤكد فى المناقشات الصفبة أهمية الألتفات إلى وجهات نظر الآخرين لكى يطور ويحسن أفكاره ، وعليك أن تمارس هذا بنفسك ولابد أن تكون يقظا أزاء التلميذ الذى يتمسك بآرائه ويفرضها على زملائه فى الصف ويستخدم من الأساليب ما يجعلهم لا يجأون على مخالفة رأيه . وإذا كنت تعرف أساليب جيدة لأقناع مثل هذا التلميذ لكى يتيح للآخرين أن يعبروا عن أفكارهم ولآرائهم وأن هذا التعبير لا يعنى الهزيمة بالنسبة له والتسليم فلتسجلها فى مذكراتك .
5- يبدأ التلاميذ فى المدرسة الأعدادية فى النظر إلى أبائهم ومعلميهم بطريقة أكثر موضوعية ، بل أنهم قد يغضبون لأنهم ضللوا وخدعوا باضفائهم القدرة على أشخاص عاديين لهم نواحى قصورهم . وكثيراً ما تكون استجابة المراهقين لأكتشافهم أن الكبار معرضون للخطأ هى أن يتحدوهم ويعارضوا سلطتهم . ومعلم المدرسة الأعدادية يواجه صعوبة هنا لأن التميذ قد نمت قدرته وهو قادر على أكتشاف نواحى القصور والضعف عند الكبار . ونم أستقلاليه المراهق تزيد المسألة صعوبة وذلك لأن كثيرا من رغباته لا يساعد على تحقيقها المعلمون والآباء . ومن بين الطرق التى تستخدم لمعالجة هذا أن تجعل التلاميذ يناقشون مشاعرهم السلبية ، أو يكتبون عنها . وتذكر انه على الرغم من أن المهم للمعلم أن يحاول فهم أسباب تمرد الشباب إلا أن من الأمور الهامة أيضا أن يتعلم المراهق أن يضبط نفسه لأن الحياة فى المجتمع تتطلب إحترام بعض القيود التى تحد حرية الفرد .
6- إن تمرد المراهق ما هو إلا تعبير عن نقلة عامة وتغير من الطفولة إلى الرشد ، ومجتمعنا لا يقدم لأفراده أنماطا سلوكية محددة واضحة تيسر هذا التغير والأنتقال . ونتيجة لذلك فإن المراهق يتصرف بنفسه ليحل صراعاته الأنفعالية .
ويعتبرالصبى رجلا فى كثير من المجتمعات البدائية متى أجتاز أختبارات معينة ، وقام بأعمال محددة . ولكن مجتمعاتنا لا توفر هذه المعايير الواضحة التحديد ومن هنا ينغمس المراهقون فى المحاولات والأخطاء ليبرهنوا لأترابهم ولآبائهم ولأنفسهم أنهم قد بلغوا مبلغ الرجال ، ومن هنا نجد المراهقين ( الولاد على الأخص ) يدللون على نضجهم بطرق لا يخطئها من يراها ، وذلك بأن يتحدوا سلطة الكبار ويخرجوا عليها ، وهكذا يعتبر المراهق كل تدخل من والديه فى شئونه الخاصة أو أى أهمال لمطالبه نوعا من السيطرة فيقابلها بالثورة والغضب والتمرد . ومعروف أن الوالدين والمعلمين يمثلون السلطة . وانت كمعلم سوف تكون هدفا لقدر معين من التمرد والكراهية من قبل تلاميذك .
ولعل أفضل طريقة لمعالجة تمرد المراهق أن تحاول فهمه . ثم أن تعمل ما تستطيع لتساعد تلاميذك على أن يصبحوا أكفاء فى الموضوع الذى تقوم بتدريسه . ومن الطرق الهامة الى تبرهنفيها على أنك راشد ان تصبح ماهراً فى عم ئىء وإذذا أدراك الطلاب أنك شخص تكرس جهودك لتنمية مثل هذه المهارات عندهم ، حتى ولو حدث هذا بطريقة محددة . فانه يمكن تقليل التمرد والكراهية وأنقاصها إلى حد كبير فى حجرة الدراسة .
7- أن تزايد استقلال المراقين يؤدى إلى صراعاتهم الكثيرة مع آبائهم وقد يراجعوك كمعلم طلبا للمشاركة الوجدانية والنصح .
يمر المراهق بفترة محيرة فهو يعتمد على والديه لأشباع حاجاته الفيزيقية ويشعر بالألتزام نحوهما بسبب ما أولياه من عناية ورعاية وتربية . ومع ذلك فلابد أن يستقل عن والديه لكى يصبح راشدا مستقلا ومن هذا يحدث صراع مع الأسرة لا يمكن تجنبه . وحين يحدث هذا الأحتكاك والشقاق قد يشعر المراهق بالذنب . وهذا بدوره يوسع الفجوة بينه وبين والديه . وحين يقلق التلميذ بسبب هذا التسلسل للوقائع ، قد يشعر أنه فى حاجة إلى ان يثق فى راشد آخر . ومن ثم فقد يكون مطلوبا منك أن تنصت فى ود ومشاركة وجدانية لمشكلاته .
8- فى نهاية سنوات المرحلة الثانوية . يزداد أحتمال مواحهة البنات لأضطرابات إنفعالية أكثر من البنين . وتدل الأحصائيات على أن لدى البنين مشاكل توافق تبلغ ضعف ما لدى البنات فى الفترة ما بين السنة التاسعة والخامسة عشر من أعمارهم . وقرب نهاية المرحلة الثانوية قد تظهر البنات اضطربات إنفعالية معينة ( وخاصة الأكتئاب ) أكثر مما يظهره البنون . ولقد لخص رتر Rutter ( 1980 ) تفسيرات لهذه الظاهرة مبينا : أن لدى الإناث ميلا اكبر عن الذكور للتعبير عن إضطرابهن الأنفعالى بالأكتئاب ، وفى هذه الفترة تشعر البنات بأن سيطرتهن على جوانب هامة من حياتهن قليلة .
وهذا العامل يسمى العجز المتعلم Learned Helplessness على أساس أن مشاعر العجز تم تعلمها من خلال الخبرات وأستجابات أخرى . وأن هذا العجز المتعلم يؤدى إلى الأكتئاب . وثمة عوامل تهىء الأناث فى نهاية المرحلة الثانوية لأن يشعرن أنهن عاجزات عن السيطرة على حياتهن المستقبلية . ومنها أن الآباء يكافئون بناتهم على طلب المساعدة . ويستجيبون سلبا حين يمارسن الأنشطة الرياضية أى أن المجتمع يشجع البنين على أن ينجزوا ويناقشوا ويشجع البنات على أن تيسرن الراحة للآخرين . وقد بنيت دراسات أن البنات أكثر شغفا من البينين فى الحصول على رضا المدرس وموافقته . وأن البنين أكثر إحتمالا من البنات فى العمل على نحو مستقل . أى أن البنون يشعرون بأنهم يسيطرون على مصائرهم فى حين أن البنات يشعرن أنهن يعتمدن على الرجل الذى يتزوجنه إلى حد كبير .
ولعل مساعدة التلميذات على التركيز على الأهداف الأكاديمية والمهنية بحيث تفتح آفاق العمل أمامهن يؤدى إلى إحساس بالسيطرة على الذات وبالاستقلال .
9- وأكثر الأضطرابات الأنفعالية شيوعا بين المراهقين الأكتئاب . وقد يكون لدى الأناث ميول أشد من الذكور للشعور بالأكتئاب . وهذا لا يعنى أن ردود الأفعال هذه تحدث فحسب لدى بنات المدرسة الأعدادية والثانوية . ذلك أن مشاعر الأكتئاب الشديد هى أكثر الأضطرابات النفسية شيوعا لدى المراهقين من الجنسين وتواتر المترددين على العيادات طلبا للمساعدة النفسية يدل على ذلك .
ومن الأعراض الشائعة للأكتئاب، التقليل من قيمة الذات ، ونبات البكاء والتفكير في الانتحار ومحوالته . ومن الأعراض الأضافية لدى المراهقين الأٌل سنا التعب وصعوبة التركيز والوساوس المرضية . والذين يخبرون هذه الأعراض من تلاميذ المدرسة الثانوية يحاولون إستبعاد الأكتئاب بالنشاط غير المستقر أو الهرب إلى الآخرين أو بعيدا عنهم . وقد ينغمسون فى سلوك مشكل أو أفعال مخالفة للقوانين يتم القيام بها بطرق تبرز مناشدتهم واستغاثتهم طلبا للمساعدة . أما المراهقون الأكبر سنا والذين يعانون من الأكتئاب فيغلب أن يظهروا نقصا في الثقة بالذات والشعور بعدم الجدوى والقيمة ، وتثبط همتهم . ولمحاربة هذه المشاعر قد ينضمون إلى جماعات خارجة على النظام ، أو يلتمسون العون في تعاطى العقاقير .
ويقترح بك A.T.Beck (1970 ) أن الأكتئاب يتآلف من جوانب معرفية تتضمن نظرة سلبية نحو ألذات والعالم والمستقبل . وأقترح باحث آخر أن الأكتئاب ينتج عن العجز المتعلم الذى يؤدى إلى شعور الفرد بأنه لا سيطرة له على حياته . ويؤكد باحث ثالث على أن الأكتئاب يتضمن شعوراً بالضياع قد يكون له أسباب كثيرة . وقد ينشأ الأكتئاب لفقدان مفاجىء لعلاقة شخصية عن طريق الموت والأنفصال وفقدان الصداقة . وقد يتعرض الفرد لأنخفاض شديد في تقدير ألذات نتيجة لمشاعر الأخفاق أو الأثم . وقد يخبر الأنسان فقدانا للسلامة الجسمية عقب المرض والعجز أو التشويه .
وعلينا أن تسخدم الأساليب التى تكفل تغيير مفهوم ألذات السالب إلى مفهوم إيجابى ، كوضع أهداف تتحدى التلميذ ولكنها قابلة للتحقيق وتشجيعه على أن يوجه ذاته في التعلم ، وأن يخبر تلاميذه أنهم يستطيعون أن يؤدوا أداء أفضل بعد أدائهم الضعيف السابق ، وساعدتهم على بناء مشاعر تقدير ألذات . ولعل أكثر الأساليب فاعلية في خفض الأكتئاب أن تساعد أكبر عدد ممكن من تلاميذك على أن يخبروا النجاح وهم يتعلمون .
10 – معدلات مخالفة القانون عند قمتها في سنوات المراهقة وقد يكون تخريب الممتلكات العامة مشكلة في بعض المدارس . وفى تحليل لأثنى عشر مدرسة في لندن وجد رتر Michael Rutter وأعوانه أن مقدار الأتلاف للمتلكات المدرسية كان أقل في المدارس التى يسودها التأكيد على النواحى الأكاديمية ، والتى توفر لتلاميذها الحوافز والمكافآت ، والتى ترتب ظروفا جيدة لتلاميذها والتى تيح لهم فرصة للمشاركة في إتخاذ القرار .
أن توفير الظروف السابقة يساعد على التخفف من هذه الظاهرة ويساعد على هذا تعاون جميع المدرسين بالمدرسة بإستخدام طرق متشابهة ، وبسلوكهم كنموذج وقدوة يحتذى بها في إحترام ملكية المدرسة والحفاظ عليها وعلى معداتها وأجهزتها وذلك لقيامهم بدروهم كمديرين أكفاء لصفوفهم وللتعليم فيها .
ويساعد في هذا المجال أساليب إدارة الجماعة ، وتتضمن الأعاد الجيد والترتيب للأنتقال السلس من نشاط إلى أخر ، والحفاظ على أنتباه الصف كله بدلا من التركيز على أفراد ( أثناء الأنشطة الأجتماعية ) وأتضاح أنك متابع لما يجرى في الصف بعناية ودقة وأن تعالج الأفعال المشتتة بسرعة وكفاءة . وواضح أن هذه الأساليب تشجع على تحسين الأداء الأكاديمى وتكون إتجاهات إيجابية نحو التعليم .
11- يتعرض عدد ليس بقليل من المراهقين لتعاطى العقاقير على الأقل على أساس تجريبى . وما لم تدرس مقرارت في الصحة أو في إستخدام العقاقير المخدرة لن تكون في وضع يتيح لك أقناع تلاميذ المرحلة الثانوية بوجوب تجنبهم لهذه العقاقير . والمؤشرات الواردة في الدراسات المسجلة الأجنبية والعربية في هذا المجال تتطلب من المدرسين بذل جهد كبير ومنظم ومدروس في هذا المجال . وقد يستخدم المراهقون هذه المواد للأسباب كثيرة منها : ليبرهنوا لأنفسهم وللآخرين على نضجهم ، لترسيخ الأحساس بالأستقلال ، لنبذ الأعراف الأجتماعية ، لأكتساب الأحترام من الأتراب . ومن الأسباب التى برزت في الدراسات لهذه الظاهرة ، تناول المواد المخدرة لتجنب الملل ولتمضية وقت الفراغ وطلباً للأسترخاء . وللمساعدة على نسيان المشكلات . ولالأستمتاع وزيادة حدة الأحساسات .
وقد يكون من المفيد للتلاميذ في هذا المجال أن تساعدهم على تقبل مظهرهم ، وأن تقدرهم وتراعيهم كأفراد وأن تشجعهم على أن يقبلوا التصور الشخصى للدور الجنسى . وأن تحثهم على تكوين أهداف أكاديمية ومهنية ذلك أن هذه الأساليب تساعد المراهق على التحول من تصور هوية سلبية إلى تصور هوية إيجابية .
الخصائص المعرفية :
1- يستطيع التلاميذ في المدرسة الأعدادية أن يستوعبوا المفاهيم المجردة بدرجة متزايدة ، ومن ثم فهم أكثر قدرة على فهم المبادىء الأخلاقية .
وتقترب مفاهيم التلاميذ في هذه المرحلة من المستويات المجردة التى نجدها عند الراشدين . ولهذا فانهم يستطيعون أن يفهموا معنى الخير والشر إلا في صور عيانية . والمراهق يميل في حل المشكلات التى تواجهه إلى فرض الفروض وإلى التحليل المنطقى .
وهكذا نرى أن العالم الفكرى للمراهق أكثر إنتظاما إذا قورن بعالم الطفل وأكثر تجريدا كذلك . ومع ذلك فسوف نجد أن بعض التلاميذ لا يفهمون المعانى الحقيقية لكثير من المفاهيم كالديمقراطية والأشتراكية والرأسمالية حتى الصف الثانى الأعدادى ومن هنا فإن عليك كمعلم أن تطبق على تلاميذك اختبارات موضوعية قصيرة لتحدد مدى فهمهم للأفكار الأساسية قبل أن تبدأ في دراسة مكثفة أو مناقشة مستفيضة لموضوع من الموضوعات . وحين تجد أن بعض تلاميذك يقد تفسيرات قاصرة أو ملتوية لهذه المفاهيم المجردة ( كما يظهر في المناقشات الفية ) تذكر أن أفكار التلاميذ تتضح ومفاهيمهم تتحدد بمساعدة معلم صبور عطوف متفهم لتلاميذه منفتح العقل والأفق . ولا تنضج ولا تتحدد للسخرية من التلاميذ ونبذ أخطائهم بقوة .
2 – تزداد في هذه المرحلة قدرة الفرد على الأنتباه ، فيستطيع أن يستوعب مشكلات متعددة في يسر وسهولة . وذلك على عكس ما يلاحظ عند تلميذ المدرسة الابتدائية حيث أن قدرته على الأنتباه محدودة ، فهو لا يستطيع أن يلم بمجموعة من الموضوعات أو يركز فيها إنتباهه نفسها قصيرة ، وينبغى مراعاة ذلك سواء في نوع المشكلات أو الموضوعات التى تعرض على التلميذ في كل من المرحلتين ( الأعدادية والثانوية ) أو في فترة الدراسة في كل منهما .
وكذلك تزداد قدرة المراهق على التذكر تذكرا مبنياً على الفهم ويختلف هذا النوع من التذكر عن تذكر الطفل في المراحل السابقة . فطفل المدرسة الابتدائية يميل إلى التذكر الآلى ، ولذلك نجده يجيد حفظ الأغانى والأناشيد يرددها ترديدا آليا ً ، أما المراهق فإنه لا يميل إلى هذا النوع من التذكر ، وإنما يتذكر الموضوعات التى يفهمها فهما تاما ، ويربطها بخبراته السابقة .
3- تزادا قدرة المراهق على التخيل ، ويتضح ذلك في الميل إلى الرسم والموسيقى وقرض الشعر والكتابات الأدبية بألوانها المختلفة ، كما تظهر أيضاً في إلتجاء المراهق إلى إحلام اليقظة التى يجد فيها متنفسا لحاجاته واشباعا لها تلك التى لم يستطع اشباعها في الواقع كرغبته في البطولة والوصول إلى مكانة مرموقة وغير ذلك .
حاول أن تكلف التلاميذ بواجبات وأعمال تتحدى خيالهم بأكبر عدد من الطرق . فقد تكلفهم بحل ألغاز معقدة ومشكلات في مقابل التدريبات المتعبة . وقد تشجع الأحلام المفيدة عن المستقبل التى تناولت نوع المهنة التى يريد أن يعمل بها . وما هى متطلبات هذه المهنة أو هذا العمل ، وإذا فكرت في واجبات أخرى معينة تساعد على تنمية التخيل والتفكير الأبتكارى فلتسجلها في كراسة التحضير .
4- في المدرسة الثانوية يصل الناس إلى أقصى كفاءتهم العقلية تقريبا . ولكن نقص الخبرة يحد معرفتهم ويعوق قدرتهم على إستخدام ما يعرفون .
ولما كان يستطيعون أن يتعلموا كثيراً من الأشياء من خلال الخبرة ، فانهم قد يجدون صعوبة في إستيعاب المفاهيم المجردة وقد يعجزون عن الفهم التام للعواطف والأنفعالات التى تصورها القصص والمسرحيات والشعر . وعن طريق الأختبارات والمناقشة تستطيع أن تحدد عمق فهم تلاميذك لهذه المفاهيم حتى تستطيع أن تتفاهم معهم .
5- أن إدراك التلاميذ أنهم في حاجة إلى تنمية فلسفاتهم عن الحياة فيما يتصل بالمسائل الأخلاقية والسياسية والدينية قد تهددهم ، ولكنها تقدم لهم فرصة ممتازة للمناقشة الموجهة .
ويستطيع المعلمون وخاصة في مجال تدريس العلوم الاجتماعية ، أن يفعلوا الكثير لتوضيح الأفكار المشوشة والمختلطة عن الحياة . وفى نفس الوقت لابد أن تدرك أن بعض الجماعات في البيئة التى تخدمها المدرسة قد يستجيبون أستجابة سلبية لمناقشة القضايا التى قد تتصل بالدين أو السياسة . وهذا يثر سؤالا أساسيا : هل من حق الوالدين أن يصرا على المسئولية الأولى في تنمية دستور خلقى لأبنائهم هى مسئوليتهم هم ؟ وقد يى المسئولون عن التعليم أن مثل هذه المناقشات ليست جزءا من المنهج أو أنها ستجلب على المدرسة متاعب عى في غنى عنها .
6- يكتسب تلاميذ المدرسة الأعدادية والثانوية على نحو تدريجى القدرة على التفكير الشكلى Formal Though ولكنهم قد لا يستخدمون دائما هذه القدرة . إن الطريقة التى يحاول بها المراهقون حل مشكلة تكشف عن أسلوبهم في التفكير . فالمراهق الأصغر سنا يحتمل أن يبدأ بتخمين ما يمكن أن يحدث ثم يبحث عن حل بطريقة المحاولة والخطأ . والمراهق الأكبر سنا يغلب أن يضع خطة للعمل ثم يختبر فروضا بطريقة نسقية بالملاحظة وتسجيل نتائج الأفعال المختلفة ، وفى النهاية يتوصل إلى نتائج منطقية والمراهقون الأكبر سنا قادرون على أن يدخلوا في أعتبارهم كيف تتفاعل الخصائص المفردة وتتجمع وتترابط . ولكونهم قد كونوا رصيدا ً من الخطط الفكرية ، يستطيعون أن يوظفوا كثيراً من الأساليب وقدرا مؤثراً من المعلومات . وتريبا على ذلك فإنهم على الأغلب لن يجدوا صعوبة في إستيعاب الخبرات الجديدة والتى قد تدرك في حالات نادرة على انها ثورية بدرجة تتطلب مراجعة وجهات نظرهم للأشياء .
وعلى الرغم من أن المراهقين الأكبر سنا يعرفون الكثير وقادرون على التفكير الشكلى أو الصورى ، فأنهم قد لا يفكرون تفكيراً شكليا فعالاً . ولذلك قد يكون من المرغوب فيه أن توفر تعليما في مهارات حل المسائل وأن تتيح لتلاميذك فرصا كثيرة لأستخدامها .
7- تذكر أن المفكرين الشكليين الجدد ( المراهقين ) قد ينغمسون في تنظير دون ضابط ، ويتهددهم وعى بالممكنات ويتعرضون لتمركز حول ألذات . وإذا أصبح التلاميذ غير واقعيين نظرياً في المناقشات الصفية فعليك أن تلفت أنتباههم للحقائق والوقائع ولتعقد معظم المشكلات . وإذا بدأ أن بعض التلاميذ مهددين بقدرتهم الجديدة على تخيل الممكنات ( في صيغة قرارات مستقبلية ، وبدائل مختلفة ) يجب حثهم وتشجيعهم على التركيز وعلى مرامى قصيرة الأمد وعلى قرارات مباشرة . وإذا تصرف المراهقون الأصغر سنا كما لو كانوا " فوق مسرح " على الدوام تسامح مع حساسيتهم وشعورهم بذواتهم .وحاول أن تتجنب الأنشطة الصفية التى تجبر التلاميذ على الأداء والألقاء والتسميع أمام زملائهم في الصف .
المراجع :
1- احمد زكى صالح : ( 1988 ) التعلم اسسة , مناهجة , نظرياتة , الانجلو , القاهرة .
2- رمزية الغريب : ( 1978 ) التعلم , ط2 , الانجلو , القاهرة .
3- فؤاد البهى السيد : ( 1998 ) الاسس النفسية للنمو , ط2 , دار الفكر العربى , القاهرة
مشكلات الطفولة والمراهقة - وعي الذات واتجاهاتها
. هكذا تكون الطفولة المبكرة فترة حاسمة يحقق فيها الكبار التأهيل الاجتماعي للصغار وينقلون اليهم تراثهم الاجتماعي.
وعي الذات واتجاهاتها
يشدد الصغار وعيهم لذواتهم ويشكلون الكثير من الاتجاهات الجديدة نحوها وذلك نتيجة لضروب النضج العضوي والمعرفي. يبدي الصغار على الخصوص، وعياً متصاعداً بجسمهم، وتبرز لديهم مشاعر السيطرة على الأشياء وتقوى.
وعي الجسم
يتحقق للصغار خلال السنتين الأوليتين من الحياة وعي أنهم أشخاص متميزون ولهم جسم ترجع ملكيته رجوع ملكية الأذرع والسيقان، لهم، وذلك لقدرتهم على تحريك ذلك الجسم وتوجيه الحركة الوجهة التي يريدونها.
يدفع وعي اطفال ما قبل المدرسة بأنهم يمتلكون جسماً، لأن يتحسسوا التغيرات التي تحل بهم وغالباً ما يقلق الأطفال بين الثالثة والخامسة بحجومهم أو يفخرون بها وينتظرون، وبمنتهى اللهفة المناسبات لكي يزينوا أنفسهم أو يقيسوا أطوالهم. يعرف أطفال ما قبل المدرسة الفروق العضوية بين الجنسي، إذ يعرف ثلثا أبناء الثالثة أنهم إناث أو ذكور. وتشيع الألعاب المشبعة بالمضامين الجنسية في السنة الرابعة، ويسأل الكثير من أبناء الرابعة والخامسة أهلهم أسئلة حول الجنس.
والعادة أن يبدي الصغار قلقاً واضحاً للتلف الذي تتعرض له أجسامهم. فالصغار الذين يعرفون برباطة الجأش يخافون أن تنحطم لهم ظفر، أو سن، ويغالون في النتائج السيئة المترتبة على جروح بسيطة، لكن البنات أقل قلقاً من الصبيان في هذه الناحية.
تشكل ردود فعل الأهل الناجمة عن وعي أبنائهم لأجسامهم اتجاهات الأبناء من أنفسهم فتعمل سعادة الوالد بالتغيرات العضوية لدى ابنه على دفع الولد للشعور بالاعتزاز والثقة بذاته. وتتأكد الاتجاهات الايجابية للناشئ نحو ذاته أن عمد الأهل الى إجابة استفساراته الجنسية بوضوح ملائم لمستواه العقلي والمعرفي في تلك السن. من السهل على الأهل أن يدفعوا أبناءهم للإحساس بالبلاهة والتعاسة إن هم أنكروا الاهتمامات الطبيعية المتمثلة في أسئلة الناشئ أو سخروا منها. أما معاقبة الولد على أسئلته الجنسية التي تبدو جريئة في عين الراشد فتجر الولد الى تشكيل اتجاهات سلبية نحو ذاته.
الاحساس بالاتقان والسيطرة على الأشياء
يبدأ تكون إحساس الأطفال بالاتقان والسيطرة على الأشياء خلال مرحلة الرضاعة وذلك عبر إحساسهم باللذة المرافقة لشعورهم بالقدرة على توجيه المحيط من حولهم. فلقد لوحظ أن الطفل يبتسم أو حتى يضحك عند نجاحه في تحريك دميته. تدفع اللذة المرافقة للإحساس بالقدرة على توجيه الأشياء الطفل لتكوين المزيد من المهارات الجديدة في نفس الوقت الذي تعمل فيه على تكوين ذاتيه الوليد. إن ثمة الكثير من السبل التي يستطيع الأهل بواسطتها تشكيل محاولات الطفل لاتقان السيطرة على الأشياء. وقد أبانت أغلب الدراسات أن محاولات الطفل تشتد أن شجعه الأهل على ذلك أو ساعدوه أو مدحوا الاستقلال في سلوكه.
ولا يعاني الأطفال إحساساً دائماً مستمراً بالاتقان والسيطرة على الأشياء إلا في بداية سنوات ما قبل المدرسة، وذلك عندما يمكنهم نضجهم الإدراكي المعرفي من تمييز الفروق بين المهارات القديمة والراهنة. إذ تفيد القدرة على وضع معايير السلوك الصحيح للطفل في معاناة ما يسمى بالتحصيل أو الإنجاز. ويعمل الإنجاز بدوره على توليد مشاعر مستمرة من الاتقان والسيطرة إضافة الى إحساس أعم بالقدرة الذاتية.
يتسارع نمو هذا الجانب من الشخصية بين السنتين الثانية والخامسة، ويمكن النمو الإدراكي الحركي الأطفال خلال تلك السنوات من أداء الكثير من الأفعال التي تزيد من فرصهم في تجارب الاتقان والسيطرة. تساعد اللغة نفسها الطفل على اكتساب فكرة أفضل عن أثره في محيطه. كما أن الأهل يلعبون دوراً هاماً في مساعدة أطفال ما قبل المدرسة لتنمية مشاعر قوية للاتقان والسيطرة. ولقد بحث هذا الجانب من سلوك الأهل وخاصة في مجالات التحصيل والدافعية والكفاءة في السلوك وتقدير الذات.
يشير مفهوم دافع التحصيل الى الميل الدائم للفرد نحو النجاح، ولقدراته على معاناة اللذة المرتبطة بإحساسه بالنجاح. وقد أعطت الدراسات في هذا المجال نتيجتين محددتين: (1) يتشكل دافع التحصيل خلال سنوات ما قبل المدرسة بتشجيع قوي من الأهل مصحوب بمطالب معتدلة.
(2) يرتبط دافع التحصيل مباشرة بالتدريب الخاص في فعاليات التحصيل التي يوفرها الأهل للولد خلال فترة ما قبل المدرسة.
عرفت الكفاءة في السلوك أو ما يسمى بالكفاءة الوسيلية في سلسلة من الدراسات بأنها السلوك الاجتماعي المسؤول والمستقل. وجد بومرنيد أن الأطفال الذين كانوا أكثر اعتماداً على الذات وتوجيهاً لها، وأكثر ميلاً للاكتشاف وأكثر اقتناعاً بما يفعلونه مع أقرانهم، قد تحدروا من أهل على درجة من المسؤولية الاجتماعية وتأكيد الذات. لقد وضع هؤلاء الأهل حدوداً معينة لأولادهم وفرضوها في سلوكهم لكنهم كانوا دافئين غير رافضين لأولادهم وراغبين في توضيح الأحكام التي يطلبون الى أولادهم الخضوع لها، في الوقت نفسه الذي كانوا فيه يشجعون صغارهم على تقبل التحدي.
وجد بومرنيد، إضافة الى ذلك، أن الأطفال الذين كانوا انسحابيين، وشكاكين بذواتهم كان أهلهم شديدي التقيد والوقاية والتوجيه. لقد ترك أهل هؤلاء هامشاً ضيقاً للحوار مع أولادهم وأنكروا عليهم الفرص للمغامرة ولتجربة الجديد واتخاذ القرارات. وكان لفئة ثالثة من الأولاد الذين عدوا أقل اعتماداً على الذات، وتوجيهاً لها، وأقل ميلاً للاكتشاف من أندادهم، أهل تسامحيون دافئون. لقد فشل الأهل، بتبنيهم أسلوباً فوضوياً يفتقر الى التوجيه والمطالبة بأداء الواجب في إقامة أية معايير محددة يستطيع الأطفال لاحكم على كفاءة سلوكهم في إطارها، كما فشلوا في تشجيع الأطفال على تقبل أي ضرب من التحدي. توازي تلك النتائج في مجال الكفاءة في السلوك ما عرف حول أصول دافع التحصيل. أي إن الأهل الذين استمروا في دفع أولادهم لانجاز ما قد يستطيعون إنجازه في الوقت نفسه الذي استمروا فيه يدعمون جهود الأولاد بالمديح والتشجيع يخلقون مستويات رفيعة من الكفاءة في السلوك.
وتقدير الذات هو القيمة التي يسبغها الناس على ذواتهم والمدى الذي يتوقعون النجاح وفقاً له فيما يفعلون. يعد عم لكوبرسميث أدق الدراسات حول العوامل التي تقود الىتقدير الذات والتي تعد نتائجها متوافقة مع دراسات الدافعية للتحصيل والكفاءة الوسيلية. فقد بين الباحث أن الأهل الذين لهم أولاد على درجة من تقدير الذات يميلون لأن يكونوا دافئي التقبل للآخرين ولأن يقيموا حدوداً واضحة لسلوك أطفالهم في الوقت نفسه الذين يسمحون فيه ببعض المرونة في إطار تلك الحدود. وكما هو الأمر لدى بومرنيد، فإن كوبرسميث وجد أن أهل أولئك الأطفال الذين هم على درجة رفيعة من تقدير الذات يميلون لأن يكونوا نشيطين هادفين وواثقين بذواتهم نسبياً.
قد يكون غريباً، الى هذا الحد في نقاشنا حول مشاعر الاتقان، ألا نقيم تمييزاً بين البنات والصبيان. ولكن ثمة نتائج دالة تؤكد قيام فروق جنسية في السلوك المرتبط بالتحصيل. فالصبيان أكثر ميلاً من البنات للإنجاز بتأثير الدأب والاتقان. ودافعية البنات للإنجاز تقوى بسبب الحاجة للاستحسان الاجتماعي. لقد نسبت الفروق المشار إليها الى بعض القوالب الفكرية بصدد الدور الجنسي في عالمنا المعاصر. فتقاليدنا الاجتماعية تفرض أن يكون الأولاد عدوانيي، استقلاليين وتنافسيين. وعلى البنات أن يبقين اتكاليات خضوعيات وهامشيات. يقال، بسبب تلك القوالب الفكرية، إن البنات معرضات لفرط الوقاية ولا يتشجعن للسيطرة على المهام الصعبة بحيث ينشأن أقل ثقة بذواتهن وأقل نجاحاً من أندادهن الصبيان.
خلص مكوبي وجاكلين، في معارضة مثل تلك المعتقدات، وبعد مراجعتهما الشاملة للبيانات المتوفرة، الى القول بأن الصبيان والبنات لا يختلفون في كفاحهم نحو التحصيل وأن الصبيان والبنات لا يختلفون في كفاحهم نحو التحصيل وأن الصبيان في مجتمعنا لا يلقون تشجيعاً لتخطي البنات في التحصيل والاتقان. ولسوء الحظ، لم تقوّم الدراسات التي اعتمدها مكوبي وجاكلين وفق الأصول الصحيحة للمنهج العلمي، فقد اعتمد الباحثون في بعض الدراسات على قياسات فجة واستخدموا في دراسات أخرى أطفال ما قبل المدرسة، الأمر الذي لم يسمح بدراسة الفروق الجنسية الحقيقية التي لا تتضح إلا في الطفولة المتوسطة أو حتى في المراهقة. ويتلخص كل ما يمكن أن يقال اليوم بصدد الفروق الجنسية في الاتقان بالنقطتين التاليتين:
1) تميل بعض السلطات التربوية البارزة لتأكيد وجود فروق جنسية في الاتفاق ميل سلطات أخرى لنفي تلك الفروق. 2) ثمة حاجة الى المزيد من الدراسات التي تصمم وفق أسس منهجية جيدة لتقصي الفروق الجنسية وتأكيدها أو نفيها.
يمكن أن تكون لصياغة ايركسن حول علاقة الوالد مع أولاده أهمية خاصة تستدعي الاهتمام في هذا المجال. لاحظ الباحث أنما يعانيه الأطفال في علاقتهم بأهلهم يؤثر في تكوين مشاعرهم الأساسية من الثقة أو الشك بعالمهم. يؤكد ايركسن بصدد الطفولة المبكرة أن نمط التفاعل بين الأهل والأولاد يحدد ما إذا كانت الذاتية، أو الخجل، أو الشك هي التي ستشكل السمة الأساسية لشخصية الناشئ. فإن استطاع الأهل تشجيع أولاد ما قبل المدرسة على الاعتزاز بذواتهم في تحصيلهم نمىّ الأولاد شكلاً من أشكال الذاتية، وهو شعورهم بأنهم يستطيعون توجيه ذواتهم ومحيطهم. أما إذا منع الأهل أولادهم من فعل الأشياء المعقول كما يرغبون، أو إذا هم غالوا في مطاليبهم مال الأولاد لمعاناة الخجل والشك بقابلياتهم وقدرتهم على التأثير بمصيرهم نفسه.
ثمة تمييز قاطع بين دوري الأم والأب في تنشئة الطفل. فالأمهات يبقين في البيت في غالب الأحيان ويعنين بأطفالهن، في حين يغادر الآباء المنزل لكسب الرزق. ولا يتوقع للمرأة أن تكسب الخبز ما لم تكن الأسرة مدقعة والوالد كسيحاً أو عاطلاً عن العمل. كما لا يتوقع من الوالد أن يغير خروق الطفل أو يطعمه ليلاً أو أن يعنى بالحاجات الأساسية للأطفال إلا عندما تكون زوجه مريضة أو بعيدة عن البيت. إلا أن تلك الفروق بدأت تختفي من مجتمعات اليوم. إذ بدأت النساء يزحفن الى العمل بأعداد متزايدة وذلك لاستغلال مواهبهن ولإرضاء ذواتهن، ولكسب المال. وبدأت أكثر الأسر تعدّ الطفل مسؤولةي الزوجين معاً. ولكنه على الرغم من ذلك فإن الأطفال وخاصة في الأسر التقليدية لازالوا يبدون تعلقاً بأمهاتهم وتبقى الأم أهم شخص للطفل خلال فترة ما قبل المدرسة. فالطفال يصرفون أغلب وقتهم مع أمهاتهم بحيث يمثل سلوكهن التأثير المحيطي الأهم من سواه إن لم يكن الوحيد في شخصية الطفل ونموه الاجتماعي. ويشارك المرأة في تأثيرها بابنها الزوج وبدرجة محدودة الأخوة والأعمام والأخوال. دور الأب
يمكن للآباء تحمل العديد من مسؤوليات العناية بالرضع، خاصة إن كان الأطفال يتغذون من الزجاجة، الأمر الذي يجعلهم يوزعون تعلقاتهم المبكرة بين الأم والأب. ولأولاد ما قبل المدرسة فرص عديدة للتفاعل مع آبائهم، منها زيارة حديقة الحيوانات والمتاحف أو حتى إصلاح دمية محطمة. ولقد أجرى الباحثان لين وكراش دراسة حول اهتمام أطفال ما قبل المدرسة بآبائهم. بينت الدراسة أن أولاد الثانية والثالثة والرابعة فضلوا اللعب مع الأب. كما أن الأب قد فضّل من قبل بنات الثانية. أما بنات الثالثة فقد أبدين رغبة محدودة في اللعب مع الأب وميلاً واضحاً للعب مع الأم. وهذا ما يدعم الرأي القائل بميل الأطفال في السنة الثالثة الى تقمص دور الوالد من الجنس نفسه.
يعتقد أن التفاعل المتزايد لأبناء ما قبل المردسة مع آبائهم يساعدهم على إدراك أن لهم والدين مختلفين يعنيان بهم. ولقد كان الأولاد من قبل يلقون عناية الأم وحدها، وهم الآن يطلبون عناية كلا الوالدين. هذا مع العلم أن بعض الأولاد قد يظهر تعلقاً واضحاً بالأب. فقد يسأل الصبي أباه عن بعض الحلوى لأنه يعرف أن والده يعطيه الحلوى وأن أمه قد تقول لا، لانشغال بالها بصحة أسنانه. وهكذا تنمو قابلية أبناء ما قبل المدرسة في بعض الأحيان، الى خلافات حادة بين الوالدين حول طريقة معملتهم للأطفال. يغدو أولاد ما قبل المدرسة مهرة في الهزء من حكم يصدره أحد الوالدين في ضوء ما يقوله الوالد الآخر. وهم يقدرون على التعبير عن تحيزهم وذلك بهدف السيطرة على كلا الوالدين وتوجيه سلوكهما. ولا شك ان من الأفضل للأولاد والوالدين معاً أن يقوى الوالدان على مقاومة "اللعب بهم" من قبل ابنائهم. وعلى الرغم من عدم وجود طريقة مثلى لتربية الصغار فإن على الأهل أن يحاولوا تجربة واحدة من الطرق وأن يتمسكوا بها، وذلك باعتبار أن موقف الوالدين الموحد تجاه الأبناء يساعد على تبني المعايير الخلقية السليمة. والحقيقة المسلم بها هي أن حزم الوالدين يمنع الأطفال من التفكير بأن في مقدورهم تحصيل ما يرغبون لمجرد طلبه.
إن الدراسات التي تناولت دور الوالد في تنشئة أطفال ما قبل المدرسة عديدة ومتنوعة. تؤكد أغلب تلك الدراسات أنا لوالد يلعب دوراً حاسماً في نمو طفل ما قبل المدرسة. إذ أن لصغار تلك المرحلة الذين لهم والد ملتزم بدوره التربوي مفهوماً إيجابياً حول الذات ومشاعر جيدة حول كون الواحد منهم صبياً أو بنتاً، وقدرة على معاشرة الصغار والراشدين وتوفير شروط النجاح الجيد في المواقف التحصيلية. أما الأطفال الذين يتغيب آباؤهم عن البيت، أو يهملونهم، فإنهم مزعزعو الإحساس بالذات تنتابهم صراعات حادة حول دورهم الجنسي. ويستطيع الوالد الملتزم بأداء واجبه التربوي مساعدة طفلته في تشكيل إحساسها بالرضى عن جنسها، وذلك بإبدائه السعادة لولادة الطفلة، وبمعاملة البنات كما يرغبن في أن تعاملن، وكما يعامل اخوتهن. إن ذلك يساعد البنت على إقامة مفهوم نسوي إيجابي بخصوص ذاتها كأنثى. وبتعبير آخر تلعب العلاقة الوالدية بالفتاة دوراً كبيراً في تشكيل شخصيتها الأنثوية بدءاً من مرحلة ما قبل المدرسة. ولقد أجمعت الدراسات على أن البنات اللواتي يفتقدن الى العلاقة الحميمة مع آبائهن يتسمن بالاتكالية والخضوع ويظهر ذلك واضحاً خلال المراهقة مما يجعل حياة البنت صعبة آنذاك ويزعزع مفهومها عن ذاتها وعن شخصيتها الانثوية.
ومن نافلة القول، الإشارة الى أن العناية الوالدية الحسنة بالطفل لا تقاس بالزمن الذي يصرفه الوالد بالمنزل، فالآباء الباردون أو الذين لا يبدون اهتمامهم بأولادهم عاجزون عن أن يوفروا العناية الملائمة بالصغير على الرغم من وجودهم المستمر في البيت. وعلى النقيض من هؤلاء، الآباء الذين يصرفون جل وقتهم في العمل، ويكونون مهرة في ممارسة علاقات إيجابية مع أبنائهم. المهم، إذن هو نوع علاقة الوالد بطفله وليس مقدار تلك العلاقة. ولسوء الحظ فإن الكثير من الدراسات التي قامت في تحديد أثر علاقة الوالد بطفله قد أهملت هذا المبدأ. وعلاوة على ذلك فإن الأثر السيء الذي يتركه غياب الوالد عن البيت يختلف بتباين الظروف. ويبدو أن غياب الوالد أقل تأثيراً في نمو الولد أن هو حدث في الطفولة المتوسطة أو المراهقة. ثم أن الكثير من الأدلة يشير الى أن في مقدور اطفال ما قبل المدرسة تكييف ذواتهم لغياب والدهم القاهر كما هو الأمر في حالات الموت أو المرض أو الطلاق أو العمل، خاصة ان اتصفت العلاقات الزوجية بالطيبة وتحدثت الزوجة بصدق وشرف عن زوجها عندما يكون غائباً. أخيراً إذا كانت علاقة الطفل بأمه دافئة، شجعت تقبل الطفل لجنسه وعززت تفاؤله بنفسه وقضت على الأثر السيء لغياب الوالد عن الطفل. العلاقات مع الأشقاء
تبدأ خلال مرحلة ما قبل المدرسة علاقات في غاية الأهمية بين الأشقاء. ويعاني أكثر الولاد البكر تجربة إنجاب الأم لولد آخر، كما أن الولد الأخير يستغرق في ضرب جديد من العلاقات مع أشقائه الأكبر منه. وتتميز علاقات الأشقاء بمشاعر الحسد والتنافس، التي تبرزها أكثر الأعمال الادبية. تروي التوراة قتل قابيل لأخيه هابيل. وفي الأسطورة اليونانية قتل أولاد أوديب أحدهم الآخر في صراعهم ليكون كل منهم ملك طيبة.
غالباً ما يكون قدوم الأخ الجديد أو الأخت الجديدة حادثاً مدمراً لحياة أبناء قبل المدرسة وخاصة منهم الأولاد البكر الذين سبق أن تمتعوا بملكية كاملة لانتباه الوالدين. تشير أغلب الملاحظات الى أن المولود الجديد يعد دخيلاً مزعجاً. ويميل أبناء ما قبل المدرسة للتعبير عن شقائهم بوصول الأخ الجديد بصورة غير مباشرة وذلك عبر الملاحظات البريئة التي توحي بالرغبة بإزاحة الوليد من الأسرة. وفي حالات كثيرة ينكص الولد الكبير في بعض مهاراته المكتسبة فيرجع الى الزجاجة بعد أن يكون قد استخدم الملعقة لفترة طويلة في تناول الطعام، أو يوسخ فراشه بعد أن يكون قد سيطر على حركة مثانته. تعكس ضروب النكوص تلك تباطؤاً مؤقتاً يعكس الهدف العميق للولد في أن يرجع طفلاً يتلقى ما يتلقاه الصغير من عناية.
توحي الدراسات الأسروية بعدد من السبل التي يستطيع الأهل وفقها مساعدة طفل ما قبل المدرسة على تجنب ردود الفعل السلبية نحو الوافد الجديد أو التغلب عليها. ومن المفيد بوجه الخصوص، أن يعمد الأهل لدفع الولد الكبير للمشاركة بقرارات الأعداد لاستقبال الصغير أو حتى للمساعدة في العناية به بامساكه أو إمساك الزجاجة لإطعامه. كما أن أكثر أطفال ما قبل المدرسة يحتاجون لطمأنتهم بأن دماهم وممتلكاتهم الخاصة لن تعطى للوليد الجديد وهذا ما يرسخ إحساس ابن ما قبل المدرسة بالأهمية وبأن له مكاناً مأموناً في الأسرة، الأمر الذي يجعله أميل للتكيف مع الوضع الجديد.
التفاعل مع الأشقاء الكبار
تتأرجح علاقات أطفال ما قبل المدرسة بإخوتهم وأخواتهم بين الزمالة والمنافسة. يتعلم الصغار احترام الكبار مقابل السماح لهم بالبقاء معه أو الرجوع اليه طلباً للعون والوقاية. إلا أن الصغير يحارب الامتيازات التي يتمتع بها الكبير ويتنافس معه من أجل الانتباه والاستحسان. يسر ابن ما قبل المدرسة كثيراً ان وافق أخوه الكبير على مشاركته اللعب أو تعليمه. إلا أن هذا الصغير نفسه يرحب بالفرص التي يستغلها ليحكي لوالديه الفعل السيء الذي يأتيه الولد الكبير. يستطيع الأهل مساعدة الأشقاء على التعايش المشترك بإقامة مسؤوليات تتلاءم وعمر كل منهم، مما يمكن أبناء ما قبل المدرسة من التأكد بأن ما يسمح لهم به أو يتوقع منهم يتوقف فقط على عمرهم ومقدرتهم وليس على تنافسهم مع أشقائهم الأكبر منهم. فإذا لم يراع الأهل الفروق العمربية بين الأولاد ومنعوهم من المنافسة التي تقوم على اعتبار شخصياتهم الفردية، أساؤوا الى العلاقات بين الأشقاء. إذ يميل الكبار الذين يعطون امتياز ملازمة أشقائهم الأصغر منهم للاحساس بأنهم يصغرون في السن فيحسون بفقدان الثقة بقابلياتهم. إما الأولاد الصغار الذي يعطون مسؤوليات أشقائهم الأكبر منهم، فيصابون بالغبن والإحباط وذلك لعجزهم عن مواجهة تلك المسؤوليات.
التفاعل مع الأقران
يقيم الأطفال أثناء مرحلة ما قبل المدرسة أول احتكاكاتهم وأهمها مع أقرانهم. فالآن وقد أحسوا بقوة عضويتهم، وبلهفتهم لاكتشاف العالم من حولهم خارج بيتهم، وبعدم حاجتهم الى النصح الدائم، فإنهم يدخلون عالم لعب الطفولة الجميل. في هذا العالم الجديد يزداد اهتمامهم بأقرانهم وبالراشدين معاً. هذا مع العلم أن الأولاد في عمر الثانية يصرفون في اللعب الفئوي مع أقرانهم وقتاً أطول من نظيره الذي يصرفونه مع الراشد.
استخدمت اركمن ورفاقها، بغية تنميط نمو اللعب الاجتماعي خلال السنة الثانية من الحياة موقف لعب تجريبي فوضعت الاطفال من أعمار 11 شهراً، و17 شهراً، و23 شهراً مع امهاتهم في الملعب الى جانب طفل آخر من السن نفسها. وكان الطفل الآخر مع أمه أيضاً. لاحظت المجربة عندئذ ولمدة عشرين دقيقة، مدى لعب الطفل بمفرده أو مع الآخر، أو مع أمه، أو مع أم الطفل الآخر. أبانت النتائج ظهور اللعب الاجتماعي في السنة الثانية من العمر كما أظهرت الاهتمام المتصاعد للأطفال بلعب بعضهم مع بعض وليس مع أمهاتهم. وما أن يصل ابن ما قبل المدرسة السنة الرابعة أو الخامسة من عمره حتى يلتفت كلياً الى أقرانه، دون اهتمام بالراشد، بحثاً عن الانتباه والمديح. يساعد التفاعل المتزايد مع الأقران على جعل الطفل أكثر وعياً باختلافه عن سواه، إذ أنه يرى أطفالاً آخرين أكبر منه أو أصغر منه، أو أقوى منه أو أحسن منه، ويتعرف أن لبعض هؤلاء جلداً أسمر وللآخرين جلداً أصفر أو أبيض. ويكتشف ابن ما قبل المدرسة، وبالتدريج إن الأطفال يأتون من أسر تختلف عن أسرته، وأن لبعض الأولاد أشقاء، وأن أهل بعضهم صغار السن، وأن أحدهم فقد أحد والديه وأن الأطفال الآخرين يتناولون وجباتم في أوقات مختلفة عن حاله هو، وإن لهم دمى مختلفة عن الدمى التي يمتلكها. يتسع هذا الضرب من المساهمة الاجتماعية النامية مع الأقران ويوسع خبرة الطفل، فيحاصر أهله بأسئلة لا تنتهي عن سبب اختلاف الحياة في الأسر الأخرى. إضافة الى ذلك فإن أبناء ما قبل المدرسة يدركون الفروق فيما بينهم في القدرة العقلية وفي سمات الشخصية فيتعلمون أن بعض الأولاد أكثر تقدماً منهم في اللغة وفي سمات الشخصية فيتعلمون أن بعض الأولاد أكثر تقدماً منهم في اللغة أو في المهارة الحركية، مثلاً ويرون مدى بروز أولئك الذين سيكونون قادة أو أتباعاً، ونتيجة لذلك فإن بعضهم يغدو أكثر شعبية مع أقرانه من الآخرين. أشارت الدراسات بوضوح الى الخصائص المرتبطة بالشعبية. فأبناء مدرسة الحضانة وبناتها المحبوبون هم أطفال وديون تعاونيون قادرون على توفير الاهتمام والاستحسان اللذين يتلهف اليهما الصغار.
للعب أهميته الكبرى إذن في نمو الشخصية والاهتمامات الاجتماعية خلال فترة ما قبل المدرسة. فالأطفال الذين يحرمون فرص اللعب إنما يضيعون تجربة تعلم اجتماعي حية، فيكونون، نتيجة لذلك، أقل من الآخرين ثقة بذواتهم أو تأكيداً لتلك الذوات سواء في الأسرة أم في العالم الخارجي. أبان جفرسون ورفيقه أن ثمة علاقة ذات دلالة بين كمية المساهمة الاجتماعية من جانب صبيان وبنات السابعة والنصف وبين ظاهرة التفاعل مع الأقران. يستطيع أبناء ما قبل المدرسة إضافة لتلك المساهمة الاجتماعية العامة الاستفادة من التفاعل القوي مع الأقران بعيداً عن المنزل وعن نصح الأهل. ففي حين أن الغياب عن البيت لفترة قصيرة لمقابلة زملاء جدد واللعب معهم إنما يكون إعداداً جيداً لسنوات المدرسة المقبلة، فإن دخول الولد، الذي لم يسبق له أن غادر جانب والده الى المدرسة الابتدائية قد يكون مصدراً ضخماً للقلق.
التأهيل الاجتماعي
التأهيل ظاهرة يكتسب الأطفال بوساطتها الحكم الاجتماعي والتوجه الذاتي الذي يلزم لتحويل الناشئ الى راشد مسؤول في مجتمعه. فالطفل لا يولد بمفهوم جاهز عن الخطأ والصواب، أوبتصور واضح للسلوك المستحسن والمستهجن. ولا شك أن النضج المعرفي الذي يتحقق خلال سنوات ما قبل المدرسة يفيد في شحذ تدريجي لقدرة الأطفال على إصدار الأحكام الاجتماعية وعلى توجيه سلوكهم في ضوء تلك الأحكام. إلا أن محتوى التأهيل الاجتماعي، أي الأفكار الخاصة التي يشكلها الصغار بصدد الملائم والمنافي من السلوك لا تحدد بالنضج بل بتجربة الطفل. وفوق كل شيء، فإن الحكم الاجتماعي وتوجيه الذات يتشكلان عن طريق ضبط الأهل لسلوك الولد وبالأمثلة المشخصة التي يقيمونها له. بهذه الطريقة ينقل الأهل لابنائهم الاتجاهات، والتقاليد والقيم والمعايير العامة للأخلاق في المجتمع إضافة الى القيم المميزة للبيئة الاجتماعية الصغرى، وخاصة منها عرق الوالدين، ودينهم، وأصلهم القومي، وطبقتهم الاجتماعية، وانحيازاتهم السياسية.
يستجيب الأطفال لتأثير والديهم بتشكيل منظومتين متكاملتين من المعايير هما الوجدان والأنا المثالي. يبدأ تكون الوجدان أولاً عندما يتقبل الطفل المحرمات المفروضة عليه. والوجدان صوت داخلي يستمر في ترداد الأمر الوالدي للطفل "بألا" يسطو على ملكية الغير مثلاً، في غياب الوالدين. ويتشكل الأنا المثالي، ثانياً، من مجموعة الأهداف والقيم الايجابية المكتسبة. والأنا المثالي مهماز تحريضي داخلي من الطموح والواجبات، وهو لا ينفصل عن الوجدان، فعندما يقدم الطفل على اقتراف السلوك المحرم ويخضع وجدانه للإحساس بالإثم وهذا ما يستثير الأنا المثالي ويدفع الى الإحساس بالعار للتقصير عن تحقيق ما يتوجب تحقيقه. يتحقق التأهيل الاجتماعي أخيراً، عندما:
(1) يعمد الأهل الى ضبط أولادهم بسبل تساعدهم على تشكيل وجدان ملائم. (2) يكون الأهل أنفسهم أمثلة مشخصة للحكم الاجتماعي والسيطرة على الذات بحيث يتقمصهم أبناؤهم. فالضبط والتقمص عاملان أساسيان في التأهيل.
تبين أن الضبط سواء بصيغة الثوات أو بصيغة العقاب، يساعد الأطفال على تكييف سلوكهم وتعلم السيطرة على الذات. فقد أعطي الصغار فرصة الحصول على دمية جذابة وأخرى غير جذابة. ومدح الأولاد وأعطوا قطعة من الحلوى عندما امسكوا بالدمية غير الجذابة، ولم يمدحوا ولم يعطوا شيئاً عندما امسكوا بالدمية الجذابة. وكان الأولاد الذي مروا بالتجربة، عندما يتركون لأنفسهم يميلون لحرمان ذواتهم من الدمية الجذابة ويأخذون الدمية غير الجذابة. وتم الحصول على النتائج نفسها عندما عوقب الأطفال في مثل تلك المواقف. والطريف أن الثواب والعقاب أن أنزلا بالولد عندما يكون في طريقه الى إمساك الدمية تزيد آثارهما على ما هي عليه عندما يبدأ اللعب بالدمية. أن أن فعالية الضبط تزداد في المراحل الأولى للسلوك عنها بعد أن يتخذ السلوك شوطاً طويلاً من مجراه.
ولا بد من الإشارة الى أنه من الصعب بمكان إقامة تعاميم حول آثار الضبط في سلوك الطفل. فبالإضافة الى أهمية توقيت الضبط وشكله من ثواب أو عقاب، فإن ثمة عوامل أخرى تلقي بآثارها، مثل من الذي يمارس الضبط؟ وملاءمة الضبط للموقف الخاص، وحساسية المبحوث نفسه للمديح أو للعقاب. لهذا، فإن أكثر الباحثين في ضبط السلوك ينصحون بكثير من الحذر في تفسير النتائج. من طرف آخر فإن الأطفال يستفيدون من الضبط في حالات:
(1) استمرارية الضبط. (2) كون الضبط إيضاحياً وليس عقابياً. (3) توجيه الضبط الى السلوك وليس الى الناشئ.
استمرارية الضبط
نعرف من الدراسات التجريبية حول التعلم أن السلوك الذي يخضع لتعزيز جزئي يثبت بقوة ويقاوم التغيرات أكثر من نظيره الذي يخضع للتعزيز المستمر. وبالمثل تبين أن العقاب المستمر للسلوك المستهجن يؤدي الى إضعافه بدرجة أقل من العقاب المتقطع. من الواضح ، إذن ، أن العقاب المتقطع للسلوك المستهجن يعمل بين الحين والحين كمعزز جزئي. يستطيع الأهل للإفادة من الوقائع المذكورة بصدد الضبط مساعدة أولادهم تعلم الأحكام الجيدة والسيطرة على الذات بموافقتهم على معايير سلوكية وتعزيز تلك المعايير. أما إن اختلف الأهل بصدد معايير سلوك الأولاد أو إن هم عاقبوهم مرة وأهملوا عقابهم مرة أخرى، فإن الأولاد في تلك الحالة يستمرون في اتيان السلوك المنافي للجميع مثل العدوانية والاستخفاف بالآخرين، والقسر، والرعونة تجاه الآخرين.
لماذا يقود الضبط المتذبذب الى ضرب فج من التأهيل الاجتماعي؟ إن هذا السؤال لم يلق جواباً بعد. تقترح إحدى الفرضيات أن الأولاد الذين يتعرضون لضبط متذبذب يميلون للاعتقاد بأن أهلهم أناس لا علاقة لعقاب الأهل وثوابهم بسلوك الناشئة، بل بظروف هوجاء يفشل الناشئة في السيطرة عليها. يعجز مثل هؤلاء الناشئة عن إقامة ما يسميه روتر "ببؤرة داخلية للتوجيه" فيسلكون بحسب رؤيتهم للحوادث الخارجية.
يفشل الناس الذين لهم "بؤرة خارجية للتوجيه" بتعبير روتر، في تنمية وجدان ملائم، فيرون مصيرهم كما لو كان في يد القدر أو في أيدي من يملكون القوة. ويقوم المانع الأول لهؤلاء عن الموبقة من خوفهم من أن يمسكوا ويعاقبوا. لقد دلت الدراسات على ميل الأطفال ذوي الؤرة الداخلية الى أن يحسوا بالإثم أن آذى سلوكهم الغير، خلافاً لأندادهم ذوي الؤرة الخارجية، فنادرا ما يعانون الإثم بسبب إيذائهم للآخر. كما يميل ذوو البؤرة الداخلية الى تقبل اللوم على الخطأ، والى الاعتراف بسوء الفعل، والى مقاومة محاولات الآخرين لدفعهم لارتكاب الأعمال اللاأخلاقية. كل ذلك خلافاً لذوي الؤرة الخارجية الذين هم نقيض الفئة الأولى في ضروب السلوك المذكورة. يقود تشكيل بؤرة ضبط داخلية إذن الى تكوين ناشء يتحول بسهولة الى راشد مسؤول.
الضبط الإيضاحي
يعد الضبط إيضاحياً إن هو طبق بطريقة هادئة ومعقولة، وكان رداً مناسباً علىخطأ معين. وعلى العكس من ذلك فإن الشتيمة الغاضبة والضرب المبرح اللذين لا يرتبطان بالفعل السيء أو اللذين يشتدان كثيراً يبقيان عقاباً بدائياً. فعندما يفرط الأهل في العقاب، أو يعاقبون عشوائياً، يغلب في طفل ما قبل المدرسة، الخامل المستكين الضعيف الجسم أن يرتعش ويهرب من العقاب ويخشى تأكيد ذاته. أما الطفل النشيط الواثق بنفسه القوي البنية فإنه يرد على عقاب الوالدين بالحقد والعدوان والتفجر الغاضب.
التنميط
ثمة صيغة رديفة للتقمص تقوم على إخضاع الأولاد لنمط ومعيار معين وتسمى بالتنميط. غالباً ما يؤدي التنميط الى خيبة أمل الوالدين اللذين يقوم ضبطهما لصغارهما وفق منهج "اعمل ما أقول"، بالنتائج التي يحصلون عليها. فالأهل الذين يركنون الى الضبط العقابي معرضون لمواجهة نقيض النتيجة التي يسعون اليها. وقد أوضح هوفمان الفروق بين الضبط الايضاحي ونظيره العقابي ووصف نوعين من الضبط، أولهما إثبات القوة ويشمل عقوبة فعلية أو تهديداً بها أو حرماناً من الأشياء المادية والامتيازات. ويتمثل النوع الثاني من الضبط بحجب الحب، وبه يعبر الأهل عن الغضب أو الاستهجان برفض الطفل، وبرفض الانصات له أو التحدث اليه، أو بالتهديد بهجره أو بطرده. يتضمن الضبط الايضاحي من جهة أخرى أساليب الاستقراء، حيث يوضح الأهل لطفلهم لماذا يريدونه أن يغير سلوكه. أما في الصيغة الأخرى للضبط الايضاحي والمسماة "بالاستقراء غيري التوجه" ، فيلفت الأهل الانتباه الى السبل التي قد يؤذي بها سلوك الناشئ الآخرين. تكشف دراسات إثبات القوة، وحجب الحب، وأساليب الاستقراء أن للطريقة المنتقاة تأثيراً دالاً فيما إذا كان الطفل سينمي رمزاً متيناً للسلوك (خلقاً قوياً) أو بؤرة خارجية للتوجه (خلقاً ضعيفاً). يرتبط استخدام اثبات القوة بالنمو الخلقي الضعيف، أما أساليب الاستقراء ، وخاصة عندما تكون غيرية التوجه، فترتبط بنمو خلقي متطور. ولا شك أن تقديم الايضاح للطفل يساعده على تشكيل منظومة داخلية من القواعد والتوقعات التي تساعده على توجيه سلوكه. أخيراً، لم يتبين أن حجب الحب يحمل أية علاقة دائمة مع مؤشرات النمو الخلقي.
الضبط السلوكي
يمكن للضبط أن يوجه إما الى سلوك الطفل (إن ما فعلته أمر بشع)، أو الى الطفل كشخص (لماذا أتيت بهذا السوء؟). وعلى العموم يمكن التأكيد بأن توجيه الضبط الى السلوك يساعد الطفل على المحافظة على احترامه لذاته، أما الضبط الموجه للطفل فيشعره أنه عاجز وغير محبوب وعلى الأهل أن يميزوا بين طفلهم كشخص وبين ما يفعله مما يتيح له أن يتساهل في تقبل الضبط. ليس صعباً على المرء أن يرى كيف يعمل الضبط الممارس بحب ودفء على مساعدة الطفل في اكتساب المعايير الخلقية. وتقبل الوالد لطفله مصدر تعزيز اكثر ثباتاً من رفضه له، الأمر الذي يجعله قادراً على تعليم الطفل الحكم الاجتماعي والتوجيه الذاتي. وبالمثل، فإن استهجان والد محب أكبر أثراً من استهجان والد رافض وبارد وبعيد. ربما كان هذا هو السبب الذي جعل أكثر الدراسات تؤكد أن الوالد الذي يمارس الضبط بأسلوب دافئ محب يشجع الطفل على تنمية بؤرة توجيه داخلي. أما الضبط العقابي فيساعد على تنمية أخلاقية خارجية البؤرة.
التقمص
إنه فعل يتبنى فيه الفرد مشاعر الآخرين وأفعالهم واتجاهاتهم ويمارسها كما لو كانت مشاعره وأفعاله واتجاهاته هو. والتقمص الذي وصفه فرويد وغيره من نظريي التحليل النفسي لا شعوري الى درجة كبيرة، الأمر الذي يعني أن المتقمص لا يعي أنه يتبنى سلوك شخص آخر ومشاعره واتجاهاته. فالتقمص يختلف عن التقليد الواعي على الرغم من أن الفعلين يسهمان في نمو الشخصية بذات الطريقة والاتجاه.
يبدأ الصغار مبكراً في الحياة بتقليد كلام والديهم وملامحهم وتفضيلاتهم. فلا يتوانى الصغير عن تصبين ذقنه تقليداً لوالده في حلاقة ذقنه أو الصياح بوجهه تقليداً لما قالته أمه بأنه لا يبجب أن يبقى بمفرده في المنزل أو لا يحب أن يتناول الغذاء في المنزل دوماً. يتشكل التقمص بتعزيز واضح أو ضمني، فملاحظة الأم أو الأب لفعل الولد أو قوله تعمل على تعزيز الفعل باتجاه السلب أو الإيجاب.
تنمو أفعال التقليد المذكورة خلال فترة ما قبل المدرسة الى ظاهرة تقمص واضحة، وذلك بانتقال الولد من مجرد تقليد أحد والديه الى محاولته مسخ نفسه على شاكلة الوالد. يبدي الولد أحياناً، تلهفاً واضحاً لتقليد الوالد.
لا بد من الإشارة الى أن أكثر المختصين لا يقيمون تمييزاً بين التقليد والتقمص. يلح نظريو التعلم الاجتماعي البارزون أمثال باندورا ووالترز على أهمية التكيف الاجتماعي للفرد وعلى خضوع هذه العملية لنفس المبادئ التي تتحكم في ظاهرة التعلم، مما يجعل مفهوم التقليد قادراً على تفسير ذلك الجانب من نمو الشخصية (باندورا، 1964). إلا أن لنا سبباً معقولاً يدفعنا لاستخدام كلمة تقليد للإشارة الى النسخ الجزئي لسلوك الفرد، وكلمة تقمص للدلالة على النسخ الكلي له. ثم إن التقليد لا يتطلب القابليات المعرفية الإدراكية اللازمة للتقمص.
يستطيع الفرد تقليد بعض أفعال الآخر بصورة آلية لكنه يعجز عن أخذ دور الآخر ما لم يتعاطف معه ويتقبل طريقة شعوره وتفكيره. دلت الدراسات على أن القدرة على أخذ الدور تنمو لدى الأطفال في السنة الثالثة أو الرابعة. وتوفر تلك الدراسات الأساس لتمييز التقليد المبكر من التقمص. ولا شك أن التقليد والتقمص يختلفان بالنسبة للناس الذين يتخذون نماذج للتقليد. فالتقمص يحدث مبدئياً في سياق علاقة قائمة حميمة بين الناس، خلافاً للتقليد الذي قد يتم نتيجة ملاحظة موجزة غير هامة. نتيجة لذلك يعمد أطفال ما قبل المدرسة، الى تقمص أهلهم وتقليد الآخرين.
دارت الدراسات في مجال التقمص حول العوامل التي تسهم في تشكله. يظهر أن التشكل المذكور يحتاج الى الدفء والقوة، فيقوى تقمص الأولاد لأهلهم إن هم أحبوهم وتقبلوهم، ويضعف إن لم يحس الأولاد بالمودة لوالديهم. اضتحت إضافة لذلك، ثلاثة عوامل هي:
(1) التشابه فيقوى التقمص عندما يقوم تشابه مدرك بين الأولاد وأهلهم. (2) الإدراك الواضح إذ يستطيع الأولاد تقمص والديهم عندما يدركون بوضوح طبيعة الوالد كنموذج. (3) التعزيز، فيشتد التقمص ويقوى، شأن التقليد،بإبداء الوالدين لإمارات السعادة والاستحسان لفعل الولد أو لسلوكه.
يقوى التقمص ويشتد، إن دلل الولد على إدراكه للتشابه مع والده ويضعف فيما عدا ذلك خاصة في غياب الوالد عن البيت أو في امتناعه عن التفاعل مع الولد وحرمانه له من فهم تلك التشابهات. قد يحدث أن يدرك الولد تلك التشابهات ويعبر عنها بوضوح كقوله "أنا آكل بيدي اليسرى مثل ماما" وطبيعي، تحقيقاً للعامل الثالث، إن يستحسن أحد الوالدين فعل الولد وقوله لكي يثبت التقمص ويشتد. لا بد في ختام شرح عوامل التقمص من التذكر بأهمية التقمص كظاهرة في عملية التأهيل الاجتماعي تتحقق في معظمها عن طريق تقليد نموذج حي في محيط الناشئ. توفر دراسة مظاهر الشخصية المتمثلة بالعدوان، والغيرية، والتقمص الجنسي مثالاً حياً يوضح تفاعل التقليد مع التقمصعند أطفال ما قبل المدرسة، لصنع راشد المستقبل من طفل اليوم.
العدوانية
يتسم سلوك الناس جميعاً بضرب من العدوانية في وقت ما. ويبدو أن العدوانية قدر أو شرط للنمو السوي في السلوك البشري. حاولت النظريات المختلفة إيضاح أصل العدوان بعدّه سمة موروثة تنمو استجابة لتجارب الاحباط في الطفولة، أو بعدّه سلوكاً يكتسب عبر التعزيز الوالدي أو الاجتماعي. وعلى الرغم من ضخامة حجم ما كتب بصدد العدوانية، فإننا لا زلنا نجهل كيف ينقلب الأطفال عدوانيين أو لماذا يتحولون الى العدوانية. وكل ما نعرفه الآن هو أن العدوانية تتباين مع العمر وأنها تنشأ من ملاحظة النماذج العدوانية أي بالتقليد والتقمص. ولا بد، قبل وصف السنية في العدوانية، من التمييز بين العدوان الكرهي الذي يصوب للآخر وتصحبه مشاعر الغضب وبين العدوان الوسيلي الذي يتفجر عند صنع شيء أو بلوغه وهو غير شخصي على الرغم من احتمال تعرض الآخرين لآثاره. أما بالنسبة للفروق السنية فقد دلت دراستان تفصلهما أربعون سنة على قيام فروق واضحة في عدوانية الأطفال من ذوي الأعمار المختلفة. فحص داوز في عام 1934، شجار أطفال الحضانة الذي تتراوح أعمارهم بين 18 شهراً و65 شهراً. وفي سنة 1974، درس هارتوب التفاعل داخل عدد من فئات أطفال ما قبل المدرسة الذين تتراوح أعمارهم بين أربع سنوات وست سنوات، وفئات أطفال المدرسة الابتدائية من أعمار تتراوح بين ستة سنوات وسبع سنوات، وذلك خلال فترة عشرة أسابيع. أظهرت كل من دراستي داوز وهارتوب التالي:
1) على الرغم من أن عدوانية طفل ما قبل المدرسة وسيلية فإن العدوان الوسيلي يخف بصورة تدريجية بدءاً من السنة الثانية وحتى السنة الخامسة. 2) يترافق اضمحلال العدوان الوسيلي بتصاعد العدوان الكرهي. 3) يستمر كلا الاتجاهين حتى الطفولة المتوسطة وذلك إضافة الى انخفاض العدوان لجى أبناء السادسة والسابعة عما هو عليه لدى أبناء ما قبل المدرسة الذين يبدون مقداراً كبيراً من العدوان الكرهي.
ترجع تغيرات السلوك العدواني الى ظاهرة التأهيل الاجتماعي. إذ يؤدي اكتساب الأطفال للتحريمات الاجتماعية ضد العدوانية الى تعلمهم لجم نزواتهم العدوانية. من جهة ثانية تشتد العدوانية بفعل التعلم خاصة عندما يتقمص الصغير الكبير أو يقلده. قسم باندورا الأولاد الى فئتين: فئة الراشد الوديع وفئة الراشد العدواني الذي طلب منه ألا يبالي بدميته أمام فئة من الصغار. تبين بعد فترة من الزمن أن فئة الراشد العدواني من الصغار أبدت من العدوانية أضعاف ما أبدته فئة الراشد الوديع تجاه الدمية وأي شيء آخر. ولقد تأكدت نتائج باندورا بعرضه فيلم عدواني النزعة وآخر مسالمها على فئتين من أبناء الحضانة. إن للنتائج الأخيرة تطبيقاً واضحاً بصدد المادة الروائية ومضمونها ومسؤولية تلك المادة في التخفيف من عدوانية الناس عموماً والناشئة خصوصاً. الغيرية
تشير الغيرية الى سلوك يتصف بالرحمة والاعتبار والكرم والنفع للآخر. تبدي سمة الغيرية، شأن العدوانية استمراراً عبر الزمن وبعض العمومية، إذ أن الغيري، في وضع ما يبقى محافظاً على غيريته في أوضاع أخرى. تبدأ عمومية الغيرية بالظهور خلال فترة ما قبل المدرسة، فقد وجد بومرنيد درجة مرتفعة من الترابط بين درجات التعاطف والدعم ونفع الآخر في أطفال ما قبل المدرسة كما لاحظ بارو وواكسار أنماطاً ثابتة من المشاركة، والمساعدة، والمواساة بين أطفال تتراوح أعمارهم بين ثلاث سنوات وسبع سنوات. دعت تلك الملاحظات بعض الباحثين الى الاعتقاد بوجود نزعة طبيعية عميقة في الطفل لأن يكون رحيماً. وعلى هذا الأساس تظهر الغيرية حالما يقوى الصغار على تقدير مشاعر الاخر والتعرف على حاجاته. ويغاير آخرون أصحاب النزعة الطبيعية الرأي فيعتقدون أن الغيرية تتعلم كمعيار للسلوك الخلقي. في الواقع لا زلنا نجهل كيف ولماذا يصبح الطفل غيرياً جهلنا لـ "كيف" ولماذا تحدث تباينات الغيرية من الزمن. فحوالي السنة الثانية، وعندما يبدأ الصغار يعتدون الواحد على الآخر، يبدأون في الوقت ذاته، التشارك في الدمى والحلوى ويتعاطفون مع آلام بعضهم. لقد أكدت العديد من الدراسات على أن الغيرية والكرم يتصاعدان في النمو بدءاً من الثانية وانتهاء بالعاشرة. تجدر الإشارة هنا الى دراسة حول غيرية الأطفال في موقف مخبري على الرغم من أن هذا الموقف لا يوفر قياساً جيداً للسلوك في واقعه الحي. سمح للأولاد في موقف مخبري أن يكسبوا أقراصاً بلاستيكية تلزم للعب ضرب من القمار، وذلك بعد أن أخبروا بأن الجائزة التي تستبدل بالأقراص تزداد بازدياد عددها. سئل الأولاد بعدئذ، وقبل إبدال الأقراص بالجائزة أن يتبرعوا ببعض أقراصهم للأطفال المعوزين. مال أبناء المدرسة الى التبرع بأقراصهم أكثر من ميل أطفال ما قبل المدرسة، وأبناء السنة الحادية عشرة أكثر من ميل أبناء السنة السابعة. من طرف آخر، عندما لوحظ الأطفال في الموقف الطبيعي في الملعب تبين أن أبناء الثالثة وحتى الخامسة يميل بعضهم لمساعدة بعض بالقدر نفسه الذي يظهر عند أبناء الثامنة وحتى العاشرة. هكذا يبدي أبناء العاشرة حساسية لمساعدة الآخر، المعوز أكثر مما يبديه أبناء الخامسة، غير أن الرغبة في تقديم المساعدة للآخر عند أبناء العاشرة تصطدم بميلهم نحو الاستقلالية واهتمامهم بالتحصيل والمصلحة الذاتية مما يؤدي الى زعزعة مواقفهم الغيرية في أحيان كثيرة.
أخيراً لا بد من الإشارة الى أن الغيرية، كسواها من أنماط السلوك، يمكن تعزيزها وتشكيلها بملاحظة النماذج المستحسنة للغيريين. فلقد تبين أن الأطفال في المخبر الذين يشاهدون أعمال العطاء والمساعدة يميلون الى أن يكونوا كرماء ومحسنين. يتجلى الميل المذكور سواء أكان النموذج طفلاً أم راشداً أم فيلماً أم سلوكاً حياً. هذا إلا ان على الباحث أن يكون حذراً تماماً من تعميم السلوك المخبري المصطنع على الموقف الطبيعي. من جهة ثانية تشير الملاحظات الطبيعية الى أن أطفال الحضانة يقلدون السلوك الغيري لأقرانهم، وأنا لسلوك الغيري للأطفال يرتبط مباشرة بوجود والد على الأقل في البيت يمثل دور النموذج المستحسن. من الطريف أن نلاحظ بأن لتشكيل السلوك الغيري بالتقليد أثراً أقوى من الأثر الذي يتركه الوعظ المجرد، وهو أمر لا يختلف عما رأيناه بصدد سلوك التقمص.
التقمص الجنسي
وهو فعالية يشكل الفرد بها مفهوماً عن نفسه بعدّه ذكراً أو أنثى. وكما أشرنا من قبل فإن صبيان وبنات ما قبل المدرسة يعرفون الفروق المميزة في عضويتهم وأنهم سيصبحون رجالاً أو نساء في حالة الرشد. يوسع التقمص ذلك الوعي الجنسي لدى الأطفال بجعلهم يميلون لتقمص الوالد من جنسهم والدور الجنسي المرتبط به.
وعلى الرغم من أن الكثير منا لنظريات قد أكدت خضوع التقمص، من حيث المبدأ لضرب من التخصصص الجنسي من جانب الولد بحيث يميل الذكر لتقمص أبيه والبنت لتقمص أمها، فإن نتائج الدراسات تشير الى التشابه والتعزيز بعدّهما أبسط الايضاحات وأقربها الى الصحة. فالفروق الفردية تجعل الأطفال يميلون الى تقمص الوالد من جنسهم أكثر من تقمصهم للوالد من الجنس الآخر، ثم إن أغلب الأهل يشجعون ما يعدونه سلوكاً ملائماً لجنس الولد ويعززونه، وفي الوقت نفسه يعاقبون نقيضه.
من الضروري ملاحظة أن التمييزات التي يقيمها الأطفال بين الذكورة والأنوثة تختلف من أسرة لأخرى. إضافة لذلك، فإن المجتمع المعاصر يلغي بعض الأدوار الخاصة بكل من الجنسين، إذ أن بعض الصبيان يطلقون شعورهم وبعض البنات يجعلن شعورهن على نمط شعور الصبيان. كل ذلك على الرغم من وجهات النظر والقوالب الفكرية القبلية حول كل جنس ومقومات سلوكه، والتي تظهر خاصة عند أطفال ما قبل المدرسة الذين ما زالوا يعتقدون أن الوالد هو الذي يعمل في حين الأم تعنى بالبيت والأطفال، علماً بأن أكثر أمهاتهم يعملن خارج المنزل. كل هذا في نفس الوقت الذي تتضاءل فيه الحدود بين الأدوار، والذي تذهب فيه قرابة 40% من النساء الى سوق العمل، والذي يسمح فيه للمرأة بالقيام بعمل ذكري. وعلى الرغم من تغير العديد من الأدوار الجنسية، فإن ممارسات التأهيل في كل المجتمعات لا زالت تنتج أنماطاً سلوكية متميزة الأدوار في صبيان وبنات ما قبل المدرسة. يتشجع الصبيان لأن يكونوا فعالين، عدوانيين، تسلطيين، خلافاً للبنات اللواتي يقسرن على أن يكن خاملات، اتكاليات، وأكثر ميلاً للأخذ وتقبل المساعدة منهن الى العطاء وتقديم العون. وعليهن، في علاقاتهن بالآخرين، أن يخضعن لا أن يوجهن. وأخيراً يدفع ازدياد وعي الأولاد لسمات شخصيات والديهم واخوتهم الكبار، الى توجيه تقمصاتهم وتصعيدها نحو أدوار واتجاهات ترتبط بجنسهم. ولسوف نقتفي آثار تلك التقمصات في دراستنا للطفولة المتوسطة
وكيل المدرسة
طارق محمد الأزهري
=======================================================================
ملخص لغة انجليزية للصف الثاني الثانوي
الفصل الدراسي الثاني
إعداد أ / محمد فتحي راشد
2. A mechanic ……………………… ( have ) repaired my car yesterday .
ملخص لغة انجليزية للصف الثاني الثانوي
الفصل الدراسي الثاني
إعداد أ / محمد فتحي راشد
Unit one (1) On Al-Hajj with Hamza 1st Grade
(1) Read the following passage and then answer the questions :
First, pilgrims put on special white clothes ( Ihram ) at Al-Miqat . Then they circle AKa'aba seven times and hasten seven times between As-Safa and Al- Marwa . Next, they go to Mina and pray five times . After that , they go to Arafat and stay until sunset . Then they go to Muzdalifah and collect pebbles to throw at each pillar . They also sacrifice animals ( sheep , cows or camels ) and have their heads shaved . They take off Ihram and go to Makkah and circle Al-Ka'aba seven times again . After that , they go back to Mina for three days, and the Hajj is over for them .
1. Do pilgrims put on special white clothes ?
………………………………………………………………
2. When do pilgrims leave Arafat ?
……………………………………………………………….
3.What do pilgrims do between As-Safa and Al- Marwa ?
……………………………………………………………………..
4. At Muzdalifah pilgrims collect ( money / books / pens / pebbles ) .
5. Pilgrims sacrifice (chickens / themselves / their children / sheep,cows or camels) at Mina .
6. The word pebbles in line four means ( small stones / animals / pilgrims ) .
7. The word (They ) in line five refers to ( pebbles / pilgrims / animals ) .
8. Find the opposites of the following from the passage : -
a) take off X ……………… b) sunrise X ………………………… c) before X ………………..
(2) Complete the following conversation :
Sami : Have you ever seen the pilgrims’ terminal at King Abdul Aziz Airport in Jeddah ?
Fuad : Yes, ……………………………… .
Sami : What …………........ is it ?
Fuad : It’s a tent – shape building .
Sami : How wide is it ?
Fuad : It’s 340 metres ………………………. .
Sami : What is it built of ?
Fuad : It’s built of …………………… , …………………….. and ……………………. .
Sami : Thank you for these information .
Fuad : ……………………………………………………….
(3) Choose the correct word for each sentence :
1. We ( have / has / had / are having ) our clothes made every summer .
2. They ( gone / goes / went / will go ) to London next year .
3. My friend ( paint / paints / painting / painted ) his house last year .
4. We ( answer / answered / answers / are answering ) the questions now .
5. She ( have had / has had / will have / had ) the windows cleaned already .
(1)
(4) ( have ) …………..+ P. P.
1 1 | Present Simple | (have ) have / has | every ……… |
2 2 | Past Simple | ( have ) had | yesterday / last ……/ ago |
3 3 | Present Continuous | am / is / are (have ) + ing | Now / ……moment |
4 | Present Perfect | have / has ( have ) had | already / so far |
5 | Future | will ( have ) have | tomorrow / next ……. |
Correct the words in brackets :
1. We ……………………….. …….. ( have ) our breakfast at 6.00 every day .
3. My brother ………………………….. ( have ) a shower now.
4. My friend ………………………… ( have ) his shoe mended already .
5. They ………………………………… ( have ) their car repaired last month .
6. She ……………………………………. ( have ) a new dress made next week .
7. I ……………………………………… ( have ) my homework written already .
8. I ……………………………… ………. ( have ) my car washed tomorrow .
9. They …………………………………… ( have ) their house built now .
10. He …………………………………… ( have ) his hair cut already .
(5) Match the words with their meanings by putting the correct number :
حجارة صغيرة | 1. small stones | a when the sun goes down | |
لمبة | 2. lamp | b. number of things on a line | |
تل ( جبل صغير ) | 3. hill | c. a kind of stone | |
قاعدة | 4. base | d. put one thing in place of another | |
الكسوة | 5. Kiswah | e. the fifth pillar of Islam | |
غروب الشمس | 6. sunset | f. the lowest part of a building | |
صف | 7. row | g. a small mountain | |
رخام | 8. marble | h. a light | |
يستبدل | 9. replace | i. the black curtain of Al- Ka’aba | |
الحج | 10. Hajj | j. pebbles | |
يجمع | 11. gather | k. people watching TV | |
المشاهدين | 12. viewers | l. collect |
(6) Supply in the missing letters :
1. The do___ r which l__ads ins__de Al- Ka’aba is made of g__ld .
2. Pilgrims hast___n between As Safa and Al Marwah sev___n times .
3. Pilgrims have to thr__w small stones at each pill___ r .
(2)
(7) Match the words with their opposites by putting the correct number on the right :
غروب الشمس | 1. sunset | a. forget | |
مرتفع | 2. high | b. finish | |
واسع | 3. wide | c. leave | |
يلبس | 4. put on | d. before | |
يتذكر | 5. remember | e. outside | |
يبدأ | 6. start | f. take off | |
يظل / يمكث | 7. stay | g. top | |
بعد | 8. after | h. sunrise | |
بالداخل | 9. inside | i. low | |
أسفل | 10. bottom | j. narrow |
(8) Change into passive :
1. We play football every Thursday .
……………………………………………………
2. They promise the boys a prize .
……………………………………………………………
3. She cleans the rooms every Friday .
……………………………………………………………
4. He drives the car quickly .
………………………………………………………………
5. They make many televisions in Japan .
……………………………………………………………..
6. We find oil in the eastern province .
…………………………………………………………………
7. He writes the lessons carefully .
………………………………………………………………
8. He breaks the glass into little pieces .
………………………………………………………………
9. Farmers grow dates in Al- Madinah .
……………………………………………………………
10. We drink milk every morning .
………………………………………………………………………..
11. They break the windows with some stones .
………………………………………………………………………….
12. We build many dams in Saudi Arabia .
……………………………………………………………..
(3)